أينما وليت وجهك في مدن المغرب خلال هذا الفصل الساخن يسترعي انتباهك منظر العديد من الأطفال بأعمار مختلفة و الذين يشتغلون في مهن موسمية تدر عليهم بعض المدخول الذي يعينهم على قضاء حاجياتهم في باقي الفصول.
هم تلاميذ في خريف و شتاء و ربيع السنة و عمال في الصيف، أطفال يعوضون طاولات العلم التي أمضوا فيها غالبية شهور السنة بالعمل الذي يعتبرونه إضطرارا و ليس اختيارا بحكم بيئتهم الشعبية وظروفهم المعيشية التي تجبرهم على التشمير على السواعد الناعمة إن هم ارادوا توفير بعض الدريهمات التي تعين على قضاء ما تعسر.
في المدن الساحلية، يلجأ العديد من التلاميذ لاستغلال مناسبة العطلة المدرسية من أجل توفير مدخول مؤقت يعينهم على شراء مستلزمات الموسم الدراسي الذي يلي فصل الصيف دون انتظار دعم الآباء في ظل قساوة المناخ الاجتماعي الذي يعيشون فيه.
العديد من التلاميذ بهاته المدن الساحلية يختارون التجارة كطريق للربح، يشترون سلعا مختلفة و يبيعونها لرواد و زوار الشواطئ و المصطافات و المتنزهات بأثمنة تزيد عن المتعارف عليه بقليل مما يدر عليهم دخلا يختلف باختلاف تجارتهم و شطارتهم مع الزبون.
بالإضافة لذلك، يشتغل بعض التلاميذ في المدن الهامشية بالأسواق اليومية حيث يبيعون “الميكة” أو بعض أنواع الخضر و الفواكه ، بينما يعين العديد منهم أباءهم في محلات البقالة و النجارة و الحدادة و الخزف و غيرها.
و يبقى الهم الأوحد لهؤلاء العمال الصغار الذين يضعون ثياب المدرسة جانبا رفقة قواعد العلم و يعوضونها مؤقتا بعلوم البيع و الشرا او تعلم حرفة تدر عليهم بعض الدخل الذي يساعدهم على الاستقلالية المادية النسبية خاصة مع قرب بداية موسم دراسي جديد يتطلب مصاريف باهظة.
و إذا كان أبناء شريحة واسعة من فقراء الشعب و بسطاءه يستغلون فصل الصيف للعمل، فإن المحظوظين من ابناء الأسر المتوسطة و الغنية يرسلهم أولياء أمورهم لاغتنام لحظات من المتعة بمخيمات صيفية راقية داخل و خارج المغرب قصد الاستجمام و التخلص من إرهاق موسم دراسي حافل و الاستعداد لموسم جديد، ليبقى المثل “كلها و همو” الأصلح لهاته المقارنة في مثل هاته الحالات.
وجدة 7