أحمد حالي: الذكاء الاصطناعي.. نعمة أم نقمة.

✍️ / أحمد حالي

أصبح الذكاء الاصطناعي أمرا واقعا وشيئا لا مفر منه في حياتنا اليومية بل اضحى هو السبيل لقضاء العديد من المأرب دون تحمل عناء البحث أو التمحيص .
ان الذكاء الاصطناعي هذا الإنجاز البشري الذي طالما حلمنا به أصبح اليوم واقعًا يفرض حضوره في كل زاوية من حياتنا, من التعليم إلى الطب، من الفن إلى الاقتصاد، ومن التسلية إلى الأمن.

اذ انه دات مرة طلبت من الذكاء الاصطناعي إثبات القانون العام لحل معادلات الدرجة الثانية، فقام بذلك في ثوان معدودة! وذات مرة، طلبت من برنامج ذكاء اصطناعي حل معادلة معقدة، فأنجزها في أقل من 40 ثانية وفي مرة أخرى اعطيتها صورة فزودني بكل المعطيات الخاصة بها من وقت اخدها ومكانه …

سرعات مخيفة، ودقة رهيبة في حل المعادلات وتخطيط الرسومات البيانية. والأغرب من ذلك، أن أستاذًا جامعيا متخصصًا في الرياضيات أعدّ مؤخرا امتحانًا معقدًا بشهادة كثيرين، وتمكّن طلاب متفوقون من حله في ساعة، بينما قام برنامج الذكاء الاصطناعي بحله في دقائق معدودة، وحصل على العلامة الكاملة: 100/100.

في عصرنا الحالي، بدأ الذكاء الاصطناعي يتوغّل في كل شيء، وكأنه أخطبوط إلكتروني مخيف تمتد أطرافه في جميع المجالات، وقد بات – بحسب خبراء التكنولوجيا – يمثل تهديدا حقيقيا.

قبل سنوات، أكّد الأب الروحي للذكاء الاصطناعي، البروفيسور جيفري هينتون، أن الذكاء الاصطناعي يمثل تهديدا، بل استقال من وظيفته في شركة غوغل احتجاجًا على هذا التوجه. كما صرّح إيلون ماسك أن الذكاء الاصطناعي أخطر من السلاح النووي فمثلا في شركة ميتا، قامت الإدارة مؤخرا بتحديث قرارات لتسريح آلاف المبرمجين، ليحلّ محلهم الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح قادرًا على كتابة الأكواد البرمجية بنفسه! وفي الصين، تعتمد بعض المصانع اعتمادًا شبه كلي على الروبوتات في عمليات التصنيع.
يمكن القول ان برامج مثل ChatGPT وDeepSeek وغيرها… صارت سلاحا ذا حدين.
وهن يطرح السؤال الجوهري: كيف سيكون المستقبل؟
هل سيفقد الناس وظائفهم فعلا بطريقة كبيرة؟ أم أن النظرة هذه مبالغ فيها؟
وماذا عن قطاع التعليم وأجيال المستقبل؟
هل سينتج لنا جيلً تنافسيا يعمل أكثر ويتقن أكثر؟
أم مجموعة من الفاشلين والكسالى الذين يتكلون على “الوجبات العلمية السريعة” والمعلبات المعرفية الجاهزة، فلا يدرسون ولا يبحثون ولا يذاكرون، ويعتمدون كليًا على الذكاء الاصطناعي؟

كما ان هذا الانغماس في الذكاء الاصطناعي يعري لنا الوجه الآخر للعملة: المخاطر الأمنية.

حيث من زاوية أخرى، قد تزداد المخاطر الأمنية بشكل كبير، وقد يصعب التصدي لها بسرعة، حيث يستخدمه اللصوص والمنتحلون والقراصنة لاختراق الحسابات المصرفية وسرقة الملايين أو البلايين، وغير ذلك من أعمال السوء.

وهذا ما يجعلنا نقول ان المهم أن يُدرك كل شخص أن عليه أن يطوّر مهاراته، ويتعلم أكثر من لغة، ويتقن أكثر من مهارة، حتى يكون متعدد الأطراف والقدرات.
ولا ننسى، أولا وأخيرا، أن المستقبل بيد الله وحده كما ان الذكاء الاصطناعي ليس خيرًا ولا شرًا بحد ذاته، هو أداة، ونحن من نحدد إن كانت نعمة نرتقي بها.. أم ..نقمة نهوي بها.