أطفال يقضون عطلة الصيف في عز العزلة والحر والفقر والبيع على قارعة الطريق.

تعرف أجواء العطلة الصيفية لدى الأطفال في المغرب أجواء متباينة، وفي الوقت الذي تتاح لأطفال المدن فرص مهمة لتغيير الأجواء، من خلال رحلات نحو البحر والحدائق وحتى برمجة رحلات جبلية، وهذا وفقا للإمكانات والظروف المتاحة، إلا أن مثل هذه الفرص تبدو قليلة بالنسبة لأطفال القرى والأرياف الذين عادة ما يقضون الصيف على وقع العزلة والحر والفقر، ما يجعلهم أمام حتمية رعي الغنم أو بيع بعض المواد على قارعة الطريق أو السباحة في الوديان والحواجز المائية في أجواء خطيرة وغيرها من المتاعب التي لا يعرفها سوى أطفال القرى والمناطق المعزولة.

فجل أطفال القرى والأرياف يقضون الصيف بين الرعي وممارسة النشاط الفلاحي مع آبائهم، والقلة منهم بل المحظوظ من يجد كتابا أو مسجدا لدراسة القرآن أياما معدودات، أما الاستجمام والترفيه عن النفس لأطفال الأرياف والقرى فهو ضرب من الخيال، خاصة البحر، لظروف عدة أكثرها المادية للأولياء والخوف عليهم كذلك من الآفات الاجتماعية، من خلال بعض الرحلات الجماعية إن وجدت.

أطفال القرى والأرياف يستغلون فرصة فصل الصيف لبيع المحاصيل المحلية من أجل توفير مصروف الدخول المدرسي المكلف في ضل بطالة جل الأولياء، فالمتجول في مختلف القرى والطرق المؤدية يقف على ظاهرة فرضت نفسها بصورة ملفتة للانتباه، بسبب لجوء شبان وأطفال في عمر الزهور إلى العمل خلال عطلة الصيف، متحمّلين أشعة الشمس الحارقة أمام طاولات بيع فاكهة “الصبار “الهندية” والتين “لكرموس” التي تشهد إقبالا كبيرا هذه الأيام، من قبل المارة والزوار، لكون الصيف فصل جني المزروعات والثمار المختلفة وحصد القمح وجني الخضروات كالطماطم والفلفل.. والثمار كالتفاح والخوخ، ناهيك عن رعي الغنم.

فالانشغال بفلاحة الأرض وغيرها لا عطل فيها وأطفال القرية ككبارها معنيون بالعمل، وإذا توفر لهم هامش من الوقت سعيدهم من ينال فرصة السفر إلى المدن الساحلية، في حين يكتفي البقية بالسباحة في أحواض المياه المخصصة لسقي البساتين أو الاستمتاع باللعب والمرح وممارسة الهوايات كصيد العصافير وغيرها.

وجدة 7 Oujda