في الوقت الذي تم إغلاق مكان “بويا عمر”، تم انشاء الملايين من الحسابات على موقع “التيك توك” لافرق بينها وبين من كانوا يحجون الى بويا عمر سوى ان الاول كان ينتمي إلى العالم الواقعي والآخر ينتمي إلى العالم الافتراضي ؛ بالإضافة إلى أن الأول كان مستور ولا نعلم مايقع فيه والثاني مفضوح ومفروش نسبة إلى “الفرشة”.
فلطالما طرحنا أسئلة حول مايقع بالاضرحة وبعض المواسم والزوايا؛ هل لازالت هذه الطقوس العجيبة والغريبة مستمرة مع الزمن؛ مسافرة عبر كبسولة الزمن من عصر الوثنية والجهل إلى عصر العلم والتكنولوجيا؛ لم يقهرها عصر الفلاسفة باسئلتهم الوجودية ولا المنطقية؛ ولا عصر الأديان بكل انواعها، ولا حتى مانعيشه اليوم من تقدم علمي وتكنولوجي.
هي صامدة كصمود احد معجزات الدنيا السبع، وهي معجزة الأهرامات وصمود “ابو الهول” لا تحركه الزلازل ولا الأعاصير.
واذا كانت بعض الطقوس مرتبطة بالعلاج أو الرزق: الزواج؛ الإنجاب؛ المال؛ التجارة؛ السلطة …..؛ فالتيك توك مرتبط بحالات أيضا تبحث عن المال ومستعدة لان تقدم ارواحها تقربا لإله المال لايهمها القيم ولا الدين ولا الأخلاق…
فإله المال قد غير وسائله ليخضع ضعاف النفوس له؛ ليعيد إلى الواجهة كل القصص المذكورة في الكتب السماوية؛ حول مدى استعداد النفس البشرية أن تتقرب إلى هذا الإله؛ طمعا وحبا في المال وتسلق المراتب الاجتماعية بالخداع والمكر والكذب والبهتان وإذلال النفس البشرية.
في حين أن إله الحق يدعو إلى القيم والاخلاق والرقي بالنفس البشرية وأن الرزق هو ثمرة مجهود؛ ورزق آخر هو هدية من السماء وأقدار كتبت وما على المؤمن سوى أن يؤمن بها بخيرها وشرها.
فهل تراجع الإيمان وتغول الطمع وحب المال لدرجة أن يسلم البشر روحه بكل وعيه لإله المال؛ لايطرح تساؤلات ولا يؤنبه ضمير.
فهل يمكن أن يحيا الإنسان بدون ضمير؛ وكيف هو وجه البشرية بدون ضمير ! هذا الضمير الذي يخلق نتيجة الوعي بالحق والباطل؛ الخير والشر؛ أم اننا ذاهبون نحو حياة فاقدة للمعنى كل شيء فيها مباح؛ لا حواجز ولا ضوابط؛ وكل ذلك باسم العالم المتقدم والذي سيفقد الكثير من جمالية وجه الإنسانية حتى ولو اخترع الجمال وتطورت التكنولوجيا لاستبدال ملامح البشر؛ فالبشاعة لن تخفيها مصانع إنتاج مستحضرات التجميل ولا العمليات الجراحية التجميلية ولا القماش الفاخر وطوله.
البشاعة تعني شيء واحد هو موت الضمير الإنساني..
الانتفاضة // الدكتورة // فاطمة احسين