افتتحت يوم الاثنين 15 نونبر 2024 بمدينة جرسيف، النسخة الرابعة من المعرض الجهوي للزيتون تحت شعار “شجرة الزيتون: رهانات التنمية المجالية المستدامة وتحديات المناخ”. وقد ترأس حفل الافتتاح السيد خطيب لهبيل، والي جهة الشرق وعامل عمالة وجدة أنجاد، إلى جانب السيد عبد السلام الحتاش، عامل إقليم جرسيف، والسيد محمد بوعرورو رئيس مجلس جهة الشرق، والسيد المدير الجهوي للفلاحة لجهة الشرق.
تنظم هذه الدورة، التي تستمر إلى غاية 19 نونبر 2024، تحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وبالتنسيق مع عمالة جرسيف، حيث يشهد المعرض مشاركة واسعة من الفاعلين في قطاع الزيتون من مختلف جهات المملكة. يهدف المعرض إلى تعزيز سلسلة الزيتون في منطقة الشرق في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر”، وتقديم حلول للتحديات التي يواجهها هذا القطاع، أبرزها قلة المياه والتغيرات المناخية.
يستقطب المعرض أكثر من 70 تعاونية فلاحية من جهة الشرق ومن باقي جهات المملكة، بالإضافة إلى ممثلين عن أربع جهات منتجة للزيتون على المستوى الوطني. المعرض، الذي يمتد على مساحة 2400 متر مربع، يهدف إلى تعزيز سلسلة الزيتون من خلال تحسين الإنتاج وتنمية الصادرات، إضافة إلى تطوير قنوات التسويق والتوزيع. كما يركز على أهمية تحسين وحدات التثمين ورفع جودتها، بالإضافة إلى تشجيع أنظمة الري المقتصدة للمياه.
وتعد سلسلة الزيتون من القطاعات الفلاحية الحيوية في جهة الشرق، حيث تبلغ المساحة المغروسة نحو 150.100 هكتار، وهو ما يشكل 68% من إجمالي الغراسات في الجهة. هذا القطاع يسهم بشكل كبير في الاقتصاد المحلي، إذ يوفر 5.3 مليون يوم عمل سنويًا ويحقق رقم معاملات يصل إلى 2.4 مليار درهم.
يتمحور جزء كبير من النقاشات في المعرض حول الصعوبات التي تواجهها زراعة الزيتون في ظل التغيرات المناخية، التي أثرت بشكل مباشر على الموارد المائية في المنطقة. لذلك، يتم التركيز على الابتكار في تقنيات الري، خاصة الري المقتصد للمياه، الذي يعد من الحلول الفعالة لتجاوز هذه الأزمة.
كما يتم التطرق إلى تطوير أنظمة الإنتاج وتحسين سلاسل القيمة الخاصة بزيت الزيتون، مع التركيز على التصدير والتوسع في أسواق جديدة. ويشمل المعرض أيضًا فضاءً مخصصًا للاستشارات الفلاحية حول المقاولاتية الفلاحية والحماية الاجتماعية، مما يساهم في تأهيل الفلاحين وتحسين مهاراتهم في مجالات متعددة.
إلى جانب المعرض، تنظم المديرية الجهوية للإستشارة الفلاحية فضاءات استشارية لفائدة الفلاحين والمستثمرين في قطاع الزيتون، حيث سيتم تنظيم أيام دراسية تهدف إلى تقوية القدرات التقنية للمشاركين. هذه الأيام ستركز على مواضيع رئيسية تتعلق بتحسين إنتاج الزيتون، تقنيات الري، وسبل تعزيز استدامة السلسلة في مواجهة التغيرات المناخية.
يشرف على هذه الدورات التكوينية خبراء وباحثون متخصصون في المجال، مما يساهم في رفع الوعي حول أهمية تطوير قطاع الزيتون، وضمان استدامته في المستقبل.
تتوقع جهة الشرق إنتاج حوالي 260.000 طن من الزيتون خلال الموسم الفلاحي 2024-2025، مما يساهم في تأمين مكانة مهمة للمغرب على المستوى الدولي كمصدر رئيسي لزيت الزيتون. كما تتمتع الجهة بعدد كبير من المعاصر، حيث تضم 357 معصرة بسعة إجمالية تصل إلى 45.000 طن سنويًا، بالإضافة إلى 30 وحدة للتصبير بسعة 53.500 طن سنويًا.
يعد المعرض الجهوي للزيتون بمدينة جرسيف فرصة سانحة للقطاع الفلاحي في جهة الشرق لتعزيز مكانته على المستويين المحلي والدولي. كما أنه منصة هامة لبحث سبل مواجهة التحديات المناخية والتقنية، وتحقيق التنمية المستدامة التي يحتاجها قطاع الزيتون في هذه المنطقة الواعدة.
علال المرضي – le48info.ma