التساقطات المطرية الأخيرة تنعش إنتاج الزيتون بكرسيف وحالة المراعي بجرادة.

ساهمت التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدها إقليم جرادة، على غرار أقاليم أخرى بجهة الشرق، في تحسن ملحوظ في حالة المراعي، مما يمثل دعما كبيرا لمربي الماشية بالإقليم. وقد بلغت كمية الأمطار المتساقطة في هذا الموسم الزراعي، على مستوى الإقليم، 110 ملم حتى اليوم، مقارنة بـ49 ملم في نفس الفترة من الموسم السابق (اي بزيادة بحوالي 124 في المائة)، حسب معطيات المديرية الإقليمية للفلاحة بجرادة. وساهمت هذه الزيادة الملحوظة في الأمطار في تجديد النباتات الرعوية بشكل كبير، مما ساعد في إحياء الغطاء النباتي على المراعي وتحسين تغذية القطعان. وتمتد المساحات المخصصة للرعي بإقليم جرادة، على 440 ألفا و300 هكتار. ويصل عدد الثروة الحيوانية في الإقليم إلى 262 ألف رأس من الأغنام، و62 ألف من الماعز، و8.400 من الأبقار.

وفي نفس السياق شهدها إقليم جرسيف، تأثير إيجابي على سلسلة إنتاج الزيتون، التي تعد أحد أعمدة الاقتصاد المحلي، وأهم سلسلة إنتاجية بالإقليم، وهو ما أعادت الأمل إلى نفوس الفلاحين، الذين يترقبون موسما فلاحيا جيدا.

وسجل الموسم الفلاحي 2024-2025، معدلا تراكميا للتساقطات بلغ حوالي 132,5 ملم، حيث استحوذ شهر مارس وحده على 28 في المائة من هذه الكمية، بمعدل 37 ملم، وهو ما يمثل تحسنا بنسبة 16 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من الموسم الماضي.

وتحتاج أشجار الزيتون إلى ما بين 4000 و5000 متر مكعب من المياه لكل هكتار، موزعة ما بين 15 و20 عملية سقي خلال الدورة الزراعية، غير أن التساقطات الأخيرة مكنت من تغطية جزء مهم من هذه الاحتياجات المائية، التي تعد عاملا أساسيا لضمان موسم ناجح، ما يتيح للفلاحين توجيه جهدهم لتحسين جودة الإنتاج.

ومن شأن هذه التساقطات أن تعزز فرص تحسين مستوى إنتاج الزيتون بإقليم جرسيف، والرفع من تنافسيته في الأسواق الوطنية والدولية، وكذا تأكيد مكانة إقليم جرسيف كقطب رائد في هذا الإطار.

ولا يقتصر هذا التحسن على الكمية فقط، بل يشمل أيضا انتظام الأمطار وتوزعها على مختلف الأشهر، بداية من شتنبر وحتى مارس، مما ساهم في إنعاش الفرشة المائية، وعودة وادي أمللو وأمسون إلى الجريان، وكذا تحسين ظروف السقي.

وجدة 7