الجريدة “أخبار الشرق” كلمة…الكرة الآن في ملعب النظام الجزائري ليختار بين الماضي المظلم و الحاضر المشرق بعد 50 سنة من العناد :

هناك قرار ممتاز ومهم جدًا في هذا السياق التاريخي والسياسي الحساس.

إثر مصادقة مجلس الأمن على تبني مقترح الحكم الذاتي المغربي كحلّ جدي وواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، و من المنطقي تقديم مجموعة من النصائح الموضوعية والعقلانية للنظام الجزائري ، الذي ظل لسنوات طرفًا رئيسيًا في هذا الملف، حتى وإن أنكر ذلك رسميًا.

فيما يلي أبرز النصائح المنطقية والسياسية والدبلوماسية التي يمكن تقديمها لأصحاب القرار لدى النظام الجزائري .

1. تغليب منطق الواقعية على منطق العناد:

بعد أكثر من نصف قرن من النزاع، أثبتت التجربة أن الواقعية السياسية هي الطريق الوحيد للحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

استمرار دعم أطروحة الانفصال أصبح خارج الزمن السياسي والدبلوماسي، خاصة بعد اعتراف المجتمع الدولي بمقترح الحكم الذاتي كحل وحيد وجدي.

2. طي صفحة الخلاف وبناء الثقة مع المغرب:

آن الأوان للجزائر أن تمد يدها للمغرب في إطار المصالحة المغاربية الحقيقية، لأن الشعوب المغاربية تتطلع إلى الوحدة لا إلى الخصام.

فتح الحدود وتفعيل التعاون الاقتصادي والأمني والثقافي سيكون أقوى ردّ حضاري على الماضي.

3. التركيز على التنمية الداخلية بدل الصراع الخارجي:

الجزائر تمتلك إمكانيات ضخمة، لكنها مهدورة بسبب التركيز على قضية خاسرة سياسيًا ودبلوماسيًا.

من الأفضل توجيه الأموال الطائلة التي تُصرف على ملف البوليساريو إلى مشاريع تنموية داخل الجزائر لصالح المواطن الجزائري.

4. دعم الاستقرار الإقليمي بدل تغذيته بالصراعات:

استقرار الصحراء المغربية هو استقرار للمنطقة المغاربية برمتها:

على الجزائر أن تسهم إيجابيًا في بناء تكتل مغاربي قوي لمواجهة التحديات الكبرى: الإرهاب، الهجرة، الاقتصاد، التغير المناخي…

5. تبني مقاربة جديدة قائمة على الاحترام المتبادل:

الاعتراف الضمني بشرعية الحكم الذاتي المغربي لا يُضعف الجزائر، بل يعزز صورتها كدولة عقلانية تحترم قرارات الشرعية الدولية.

الكرامة الوطنية لا تُقاس بالمواقف العدائية، بل بالقدرة على اتخاذ قرارات جريئة وشجاعة لصالح السلام.

6. الانخراط في رؤية مغاربية مشتركة للمستقبل:

المغرب دعا مرارًا إلى بناء “اتحاد مغاربي جديد بروح القرن 21”.

الجزائر مدعوة اليوم إلى الانضمام لهذه الرؤية بدل الوقوف في وجهها، لأن التاريخ لا يرحم من يقف ضد منطق التطور والوحدة.

خلاصة النصيحة الكبرى:

> التاريخ يفتح بابًا جديدًا أمام الجزائر لتكون شريكًا في الاستقرار بدل أن تبقى أسيرة صراعٍ تجاوزه العالم.

فالمغرب كسب الشرعية الدولية، والكرة الآن في ملعب الجزائر لاختيار بين الماضي المظلم أو المستقبل المشرق.