كشفت مجموعة كوكس الإعلامية عن برنامجها “الاستماع النشط” الذي يتجسس على محادثات .المستخدمين: تعاون مع ميتا وغوغل.
كشفت تقارير حديثة أن محادثات المستخدمين قد لا تكون آمنة على منصات مثل فيسبوك وغوغل، بسبب مجموعة كوكس الإعلامية (Cox Media Group)، التي تستخدم برمجياتها “الاستماع النشط” للتنصت على محادثات الأفراد عبر هواتفهم الذكية. ويهدف هذا البرنامج إلى تحسين استهداف الإعلانات التي يتم عرضها على المستخدمين بناءً على محتوى المحادثات، وفقًا
لما جاء في تقرير جديد.
يتم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في “الاستماع النشط” عن طريق جمع وتحليل المحادثات التي يجريها المستخدمون عبر هواتفهم الذكية. تقوم هذه الأدوات بمتابعة الكلمات والعبارات التي يتم نطقها في المحادثات، ثم يتم إرسال هذه البيانات إلى نظام الذكاء الاصطناعي لتحليلها في الوقت الفعلي. يعتمد النظام على خوارزميات متقدمة لفهم محتوى المحادثة وتحديد اهتمامات المستخدمين. بعد ذلك، يتم توجيه إعلانات معينة تتناسب مع هذه الاهتمامات، مما يجعل التجربة الإعلانية أكثر استهدافًا وفعالية.

الاعتراف بالتنصت على المحادثات لأغراض إعلانية
في تقرير صادر عن 404 Media، اعترفت مجموعة كوكس الإعلامية بشكل خاص بأنها قادرة على التنصت على محادثات الأفراد عبر هواتفهم، وذلك بهدف تقديم الإعلانات الأكثر ملاءمة بناءً على تلك المحادثات. جاء هذا الاعتراف من خلال عرض تقديمي للمستثمرين، حيث تم الكشف عن استخدام الذكاء الاصطناعي لجمع بيانات المحادثات وتحليلها في الوقت الفعلي.
وفقًا لتقرير نشرته “نيويورك بوست“، يقوم البرنامج بجمع البيانات من أكثر من 470 مصدرًا، ويستند إلى المحادثات التي يجريها المستخدمون لتحديد الاهتمامات وتوجيه الإعلانات المناسبة. ومع ذلك، لم يُفصح التقرير عن عدد المستخدمين الذين تأثروا بهذه الممارسات التجسسية.
شركاء كوكس الإعلامية من شركات التكنولوجيا الكبرى
خلال العرض التقديمي، كشفت مجموعة كوكس الإعلامية عن شراكاتها مع ثلاث من عمالقة التكنولوجيا في مجال الإعلان والتسويق: أمازون، وغوغل، وفيسبوك. وتعتبر كوكس شريكًا إعلانيًا لغوغل وميتًا، وتستخدم أدواتهم في استهداف المستخدمين.
إلا أن غوغل أزالت كوكس من برنامج الشركاء الخاص بها، في حين أكدت ميتا أن كوكس تخضع للمراجعة. من جانبها، نفت أمازون أن تكون شريكًا لمجموعة كوكس.
جميع الشركات الكبرى أنكرت استخدام ميكروفونات المستخدمين للتنصت على محادثاتهم، مشيرة إلى أن ذلك يشكل انتهاكًا لسياسات الإعلانات الخاصة بها.
الإعلانات المستهدفة وجمع بيانات المستخدمين
تمثل الإعلانات المستهدفة تحديًا كبيرًا في العصر الرقمي، حيث تقوم الشركات بجمع بيانات المستخدمين لتقديم إعلانات تتوافق مع اهتماماتهم. وفي عام 2022، تعهدت ميتا بوقف استهداف الإعلانات في بعض الفئات الحساسة مثل الصحة والسياسة والدين.
واجهت شركات التكنولوجيا الكبرى مشكلات متعددة تتعلق بجمع بيانات المستخدمين لأغراض إعلانية، مما دفع بعض الشركات مثل DuckDuckGo إلى تقديم أدوات لحماية خصوصية المستخدمين ومنع التجسس على بياناتهم.
في ظل استمرار الضغوط والمراجعات، تبقى ممارسات التجسس على المستخدمين والإعلانات المستهدفة قيد التحقيق والجدل. وبرغم وعود شركات التكنولوجيا بتحسين الخصوصية، ما زالت هناك تساؤلات حول مدى فاعلية تلك الإجراءات وشفافيتها، خاصة في ظل اعتراف مجموعة كوكس الإعلامية باستخدام تقنيات تجسس متقدمة لتعزيز خدمتها الإعلانية.
بلال شكلال le48info