في غفلة من الجميع، خطف الموت الأستاذ رشيد حجبي، مدير المدرسة العليا للتربية والتكوين بوجدة، ليخلف فقده حالة شجن وفراغ ألمت بمعارفه وبكل العائلة الجامعية، التي عرفت الراحل عن قرب وباتت تحتفظ بذكراه.
تدرج الراحل حجبي كل المراتب و تكللت مسيرته المهنية والعلمية بتوليه مناصب، زهد فيها و حرص على حفظ اليد البيضاء و عدم الغوص في دهاليز مظلمة صونا لكرامته. وحفاظا على محيطه وخاصة أسرته وأصهاره.
فبعد مسار مهني حافل بالعطاء الاكاديمي والاداري والتدبيري، لبى الفقيد نداء ربه في سفرية أبدية التحق خلالها بالرفيق الأعلى بعد مرض عضال ومكوت بالعناية المركزة.
هذا ويسجل لرشيد حجبي أنه من الكفاءات الجامعية الذائعة الصيت داخل الاوساط الجامعية على المستوى الوطني، لما قدمه من اسهامات في تطوير مناهج التكوين، وتعزيز مركز المدرسة العليا للتربية والتكوين كفضاء وازن في تكوين الأطر التربوية في ميدان التعليم، بفضل الحرص الكبير للراحل على خدمة الجامعة التي راكم خلال اشتغاله بها خبرة واسعة تأسست بفعل مجاورته لعدد من العمداء والرؤساء الذين اشتغل تحت امرتهم، الأمر الذي مكنه من تخزين رزمانة من المعطيات والملفات الحساسة التي اظطلع عليها باعتباره صندوقا أسودا لجامعة محمد الأول بوجدة.
يحفظ سجل الراحل معلومات ومعطيات يصنفها البعض بالخطيرة كما أن بعضها قد تفتح أبواب بحث يتصل بسنوات مضت و بدايات لبعض المسؤولين.
الأكيد أن المرحوم رشيد حجبي قد غرب استجابة لنداء القدر، لكن ما كان يحتفظ به من ملفات وحقائق تهم جامعة محمد الأول بوجدة لازالت حية ترزق ترعاها بعض الايادي التي قطعت وعدا مع الراحل أن تبسطها للرأي العام على شكل حلقات في الوقت المناسب.
هكذا مات حجبي وولدت بعض الحقائق، هو جدل الحياة والموت، وهي العلبة السوداء التي ستكشف وتنير عددا من نقاط الظلام بجامعة وجدة لاسيما وأنه تقلد مهام ومسؤوليات عديدة.
رحم الله السيد رشيد حجبي الرجل الطيب الخلوق المتخلف صاحب اليد النظيفة الببضاء، و ألهم ذويه الصبر والسلوان وإن لله وإنا إليه راجعون.
ملاحظة لا علاقة لها بما سبق:
وحده الموت التي يجتمع فيه الكل حزينا مصدوما متباكيا على الفقيد.
الوجع و الألم و الحسرة كلها أحاسيس تؤلف قلوب الجنائزيين و المعزين وكل من صادف طريقه جنازة رجل أو امراة.
غير أن الشاذ في هذا كله أن تعلو محيى البعض ابتسامة خلال تشييع جثمان راحل أو راحلة وأن يتنفس الصعداء من كان يعيش على الخوف والهلع بتواجد ملفات و دلائل وقرائن قد تدينه بيد الهالك فتجده مرتاح البال و الحال أنه كان يوميا يتمنى الموت له ظانا أنه ستدفن معه كل الاسرار والخبايا و روائح الملفات النتنة.
سلاما على الروح الطاهرة و رحمها الله ولا عزاء لمن ظن أن الملفات دفنت مع الراحل.
أنفابريس //هشام زهدالي/ وجدة