أخبار الشرق / بلال شكلال
“كيف تصيغ الفرجة خرائط المعرفة وتعيد تشكيل الهويات الثقافية؟”
سيصدر قريبًا عن المركز الدولي لدراسات الفرجة، وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، العدد الخامس عشر من مجلة “دراسات الفرجة”. يركز هذا العدد على ملف يحمل عنوان “الفرجة وجغرافيات المعرفة”، ويضم مساهمات متميزة من باحثين وأكاديميين، تسعى إلى تحليل هذا الموضوع من زوايا معرفية وفنية متعددة. ويعد هذا العدد من المجلة نتاجًا لجهود هشام بن الهاشمي و خالد أمين في تنسيق وإعداد الملف الذي يبرز دور الفرجة في تشكيل المعرفة والهوية الثقافية.
جغرافيات المعرفة وتنوع الهويات
خصصت المجلة ملف هذا العدد لاستكشاف موضوع “جغرافيات المعرفة”، مسلطة الضوء على أهمية التنوع في الجغرافية المعرفية وما ينجم عنه من تعدد الهويات الثقافية. في افتتاحية الملف، تناول مصطفى رمضاني الفرجة المسرحية بين الصيرورة التاريخية وحتمية جغرافيات المعرفة، مشيرًا إلى أن الهويات تتجدد باستمرار عبر التلاقح مع الأخرى، مما يبرز أهمية التنوع في صياغة المعارف.
إسهامات الفرجة في بناء مجتمع المعرفة
في دراسة بعنوان “الفرجة وبناء مجتمع المعرفة”، ركز جلال أعراب على دور الفرجة في تعزيز التنشئة المعرفية والجمالية داخل المجتمع. أوضح أن الفرجة تُعزز من قيم الحرية والجمال، وتساهم في بناء الإنسان والمجتمع. أما نورة أخرو فقدمت مقاربة بين المعرفة والسلطة، ساعية إلى تفكيك السلوكات الفرجوية في نصوص سردية، مثل “رحلة نزهة في المغرب” لشارل ديدييه، مستندة إلى النقد الثقافي والنقد المزدوج.
تحولات الفرجة في زمن الأزمات
تناول فهد الكغاط في دراسته الموسومة بـ “الفرجة في زمن الأوبئة والإغلاق” تأثير الأزمات على الفرجات المسرحية، مسلطًا الضوء على التحولات الجذرية التي شهدتها في ظل الجائحة. في السياق ذاته، استعرضت حفيظة مبروك النسق الفرجوي بعد الأزمة الوبائية وممكنات التغيير التي طرأت عليه.
سياقات متنوعة وتجارب محلية ودولية
من جانبه، قارب عبد الله مطيع تجربة مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية من خلال منهج إثنوغرافي يركز على قضايا إبستيمولوجية، مثل انتقال المعرفة بين السياقات المحلية والدولية. كما تناول محمد زيطان إنتاج المعنى في الفرجة المسرحية عبر استعراض العلاقة بين المركز والهامش.
بين التراث والتحديث في الكتابة المسرحية
في دراسات أخرى، عالج أحمد مجاهد تحديات التلقي والبحث في الكتابة المسرحية الجديدة. فيما سلط سيد علي إسماعيل الضوء على الفرجة الفنية في مواسم الأنبياء بفلسطين قبل النكبة، معتمدًا على أرشيف الصحف الفلسطينية لتوثيق تفاصيل موسم “فرجة النبي روبين”.
أوجه متعددة للفرجة: بين المسرح والأوبرا
في مقالات أخرى، سلطت جميلة عباوي الضوء على المسرح والوباء عبر دراسة مسرحيتين مغربيتين: “حمام لعيالات” و**”عنكبوت السيرك”**. وقدم خالد أمين قراءة في أوبرا “زرقاء اليمامة” لصالح زمانان، معتبرًا إياها عملاً فنيًا إنسانيًا مميزًا.
مساهمات دولية وتنوع لغوي
في الشقين الإنجليزي والفرنسي من المجلة، تناولت دراسات مواضيع مثل الترجمة المسرحية والنقد الفني، مما يعكس انفتاح المجلة على السياقات الثقافية الدولية. من بين هذه الدراسات، نُشرت مقالات مثل “It Takes Two to Go Dancing on the Hyphen” لجمال أقبلي ومحمد المجدقي، و**”La traduction théâtrale féminine dans les pays arabophones”** لفاطمة الزهراء الصغير.
مجلة “دراسات الفرجة”: منصة للإبداع والنقد
يعكس العدد الخامس عشر من مجلة “دراسات الفرجة” تكامل الجهود البحثية بين المحلي والدولي، والتركيز على موضوعات تمزج بين العمق الأكاديمي والتنويع الثقافي، مما يجعلها مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بدراسات الفرجة وجغرافيات المعرفة.