متابعة / بلال شكلال
استعرض عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، خلال عرضه لمشروع ميزانية الدفاع الوطني أمام لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج بمجلس النواب، طموحات المملكة المغربية في تطوير الصناعة الدفاعية. وأكد الوزير أن الهدف الأساسي هو تحقيق استقلالية المملكة وتقليل الاعتماد على الواردات، معتبراً أن هذه الخطوة ضرورية لتعزيز السيادة الوطنية.
استثمارات وجذب رؤوس الأموال
في سياق تطوير الصناعة الدفاعية، كشف لوديي أن الرباط تبنت سياسة تنويع الموردين الأجانب وعدم الاقتصار على أسواق محددة. وأوضح أن استقطاب الاستثمارات الأجنبية سيمكن من تأسيس وحدات صناعية متقدمة على المستوى الوطني.
وأشار إلى أن تعزيز هذا المجال تم عبر آليتين رئيسيتين:
- تشجيع الاستثمار المباشر: اعتمدت المملكة تدابير قانونية لتشجيع المستثمرين في الصناعة الدفاعية، من بينها الإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة مع الحق في الخصم لفائدة شركات التصنيع في هذا المجال، خاصة تلك التي تعمل في صيانة وإصلاح عتاد وتجهيزات الدفاع.
- التعويض الصناعي: ينص المرسوم رقم 2.22.431 المتعلق بالصفقات العمومية على إدراج آلية التعويض الصناعي. وتهدف هذه الآلية إلى إلزام الشركات التي تبرم صفقات مع إدارة الدفاع الوطني بإجراء استثمارات مهمة داخل المغرب، بما يعزز من قدرات المملكة في هذا القطاع.
جهود القمرين الصناعيين “محمد السادس أ” و”محمد السادس ب”
وتطرق الوزير المنتدب إلى دور القمرين الصناعيين “محمد السادس أ” و”محمد السادس ب” في تحقيق استقلالية المملكة في مجال المراقبة الخرائطية. وأكد أن هذه الأقمار مكنت المغرب من تحسين مراقبة الحدود والسواحل، إلى جانب تحقيق أهداف أمنية ومدنية متعددة.
وذكر لوديي أن المشاريع التي نفذها المركز الملكي للاستشعار البعدي الفضائي شملت إعداد خرائط طبوغرافية دقيقة تُستخدم في مجالات التعمير والإسكان وإدارة الموارد الفلاحية والغابوية، بالإضافة إلى تحسين جودة الدراسات المتعلقة بالبنيات التحتية.
وأضاف أن المركز ساهم بتوفير صور أقمار صناعية عقب زلزال الحوز لتحديد مناطق ظهور عيون مائية جديدة، ما يعكس الأهمية الحيوية لهذا الإنجاز التكنولوجي.
المركز الملكي للدراسات والأبحاث الفضائية
من جهة أخرى، أوضح لوديي أن المركز الملكي للدراسات والأبحاث الفضائية اضطلع بدور قيادي في تتبع المشاريع الفضائية، بما في ذلك إطلاق قمرين صناعيين جامعيين مصغرين (UM5-Ribat/ UM5-Eosat)، مما يعزز من مكانة المغرب في مجال الفضاء.
يعكس هذا العرض التقدم الذي أحرزته المملكة المغربية في مجالات الدفاع والتكنولوجيا الفضائية، مشدداً على أن هذه الجهود تمثل رؤية استراتيجية لتعزيز استقلالية المغرب في القطاعات الحيوية.