انطلق مهرجان وجدة الدولي للفيلم المغاربي مساء يوم الثلاثاء، وسط أجواء فنية وثقافية، بمسرح محمد السادس بوجدة، بتنظيم من جمعية “سيني مغرب” وبدعم من الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. يُنظم المهرجان هذا العام تحت شعار “السينما بين المواطنة والانتماء الإنساني” ويستمر حتى التاسع من نونبر، ليقدم لعشاق السينما فرصة للاطلاع على مجموعة متنوعة من الأفلام والأعمال الفنية المتميزة من دول المغرب الكبير والعالم العربي.
افتتح السيد والي جهة الشرق، الخطيب لهبيل، فعاليات المهرجان بتأكيده على أهمية السينما كأداة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، داعياً إلى تعزيز دورها في نشر قيم المواطنة والانتماء الثقافي عبر الأعمال الفنية.
وأشار الوالي في كلمته إلى أن مهرجانات السينما تُعد جسراً للتواصل بين الشعوب والثقافات المختلفة، مؤكداً على ضرورة دعم الفعاليات السينمائية ذات الأهداف الهادفة التي تسهم في رفع وعي المجتمع. وفي هذا السياق، تتطلع الأوساط الثقافية في المدينة إلى أن يحظى مهرجان وجدة الدولي لسينما والهجرة بدعم السيد الوالي، خصوصاً مع اقتراب نسخته الثانية عشرة، حيث يُعد هذا المهرجان بدوره إضافة مهمة تسلط الضوء على قضايا الهجرة والتنوع الثقافي، وتفتح المجال للنقاش حول موضوعات مجتمعية مهمة عبر السينما.
حفل الافتتاح شهد تكريماً لعدد من الأسماء البارزة في عالم السينما، مما أضاف طابعاً خاصاً للأمسية الافتتاحية. من بين الشخصيات المكرمة، المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو الذي يُعد أحد أبرز الأسماء في السينما المغاربية، إضافة إلى الممثلة المصرية سهر الصايغ، التي تميزت بأدوارها الإنسانية، والممثلة المغربية الشابة سحر صديقي التي تجمع بين التمثيل والغناء والإنتاج.
كما تم تكريم المخرج المغربي محمد بلحاج المتخصص في الأفلام الوثائقية والمرتبط بشبكة الجزيرة، والذي ينحدر من جهة الشرق، إلى جانب المصممة السينغالية “أومو سي”، ونجمة تلفزيون الواقع دانييل هينكل، التي ولدت في وجدة وتعد من بين أكثر 100 امرأة مؤثرة في العالم.
يتضمن المهرجان أكثر من 25 فيلماً في المسابقات الرسمية للأفلام الطويلة والقصيرة، بالإضافة إلى تخصيص عروض خاصة للأطفال وعروض في الهواء الطلق تهدف إلى إشراك فئات مختلفة من الجمهور المحلي. كما يتيح المهرجان للمهتمين فرصة المشاركة في ورشات عمل وندوات وموائد مستديرة تتناول موضوعات متعددة حول السينما ودورها في المجتمع.
إلى جانب ذلك، يُنظم المهرجان لقاءات مع المشاهير وضيوف الشرف بهدف ضخ دماء جديدة في الساحة الفنية المغاربية، وتقوية الروابط بين الشعوب والثقافات عبر الفن، حيث تحظى مصر بمشاركة خاصة وفرنسا ضيفة شرف المهرجان، مما يعكس طابع المهرجان الدولي ويعزز من تأثيره على المستوى المغاربي والعربي.
مهرجان وجدة الدولي للفيلم المغاربي ليس مجرد احتفالية فنية، بل هو تظاهرة ثقافية تساهم في إبراز مكانة السينما كأداة للتنمية والتغيير، وتعد فرصة للمخرجين والفنانين المغاربة والعرب للتعبير عن قضاياهم وإيصال رسائلهم للمجتمع بأسلوب فني وجمالي.
انس خالد – صوت العدالة