✍️ / بلال شكلال
في إطار الحركة الانتقالية التي يشرف عليها جلالة الملك محمد السادس، تم تعيين السيد امحمد عطفاوي واليًا جديدًا على جهة الشرق، بعد مسار إداري حافل تجاوز أربعة عقود في خدمة الإدارة الترابية المغربية. ويأتي هذا التعيين ليضع على رأس الجهة أحد أبرز الأطر الإدارية التي راكمت خبرة واسعة في تدبير شؤون العمالات والأقاليم، من الجنوب إلى الشمال، ومن الغرب إلى الشرق.
وُلد السيد امحمد عطفاوي سنة 1957 بجماعة سيدي إسماعيل التابعة لإقليم الجديدة. حصل على إجازة في العلوم السياسية باللغة الفرنسية، لينطلق في مساره المهني سنة 1979 عبر الخدمة المدنية بإقليم الصويرة. ومنذ ذلك التاريخ، تدرج في سلسلة من المسؤوليات الإدارية داخل وزارة الداخلية، أكسبته خبرة دقيقة في تسيير الشأن المحلي.
بدأ عطفاوي مساره العملي كـ متصرف مساعد بالكتابة العامة لعمالة المحمدية في 2 غشت 1982، قبل أن يُلحق لاحقًا بنفس المنصب في عمالة طنجة-أصيلة. وفي 4 يونيو 1993، عُيّن ملحقًا بالديوان في المديرية العامة للأمن الوطني، وهو المنصب الذي شغله حتى مطلع سنة 1997، قبل أن يعود إلى مهامه الإدارية بالمحمدية.
في 22 يونيو 2000، التحق بديوان وزير الداخلية كمتصرف، ليتولى بعد عام تقريبًا منصب الكاتب العام لعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي بالدار البيضاء في 1 فبراير 2001. واستمر في تقلد مناصب كتاب عامين في كل من إقليم العرائش (2008)، إقليم آسفي (2010)، وعمالة الصخيرات تمارة (2014).
وفي 30 يناير 2015، عُيّن عاملًا على إقليم أزيلال، حيث ترك بصمة واضحة في مشاريع التنمية المحلية، قبل أن يُعين عاملًا على إقليم الجديدة في 18 أكتوبر 2024.
كما يُذكر أن السيد عطفاوي كان مكلفًا بمهمة إعادة بناء مدينة الحسيمة بعد الزلزال الذي شهدته المنطقة بين 2004 و2006، وهي تجربة ميدانية تعكس خبرته في تدبير الأزمات وإعادة الإعمار.
يُعرف الوالي الجديد بكونه مسؤولًا إداريًا صارمًا وهادئًا في آنٍ واحد، يعتمد على المهنية والإنصات للمواطنين، مع التركيز على تحسين الخدمات العمومية وتعزيز الشفافية ومحاربة الفساد. كما يشدد على أهمية تطوير البنيات التحتية ودعم الاقتصاد المحلي في مختلف المناطق التي اشتغل بها.
بتعيينه واليًا على جهة الشرق في أكتوبر 2025، يُنتظر أن يُواصل السيد امحمد عطفاوي نفس النهج الإداري القائم على الفعالية والانضباط، في مرحلة يعتبرها المتتبعون دقيقة وحاسمة لمسار التنمية في الجهة الشرقية. ومع ما راكمه من تجربة ميدانية وإدارية واسعة، تبقى الأنظار متجهة إلى كيف سيوظف هذه الخبرة في تعزيز الحكامة الترابية وتثمين مؤهلات الجهة الاقتصادية والاجتماعية، في إطار رؤية الدولة لمغرب متوازن وجهوي متقدم.
يُنتظر أن يواصل الوالي الجديد، امحمد عطفاوي، النهج الذي رسّخه سلفه السيد معاذ الجامعي ثم السيد خطيب لهبيل في تدبير شؤون جهة الشرق، خصوصًا في ما يتعلق بتعزيز دينامية الاستثمار وتنزيل مشاريع التنمية المندمجة التي شملت مختلف أقاليم الجهة.
وقد ترك الوالي خطيب لهبيل بصمة واضحة في مجالات تهيئة المجال الحضري، وتحسين البنية التحتية، ودعم المشاريع الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يُرتقب أن يعمل الوالي الجديد على تعزيزه واستكماله برؤية ميدانية تقوم على الاستمرارية والتقييم والمواكبة الدقيقة لتنزيل البرامج التنموية الكبرى التي تشهدها الجهة الشرقية.