بسبب البطالة.. جهة الشرق تشهد نزيفاً بشرياً مقلقاً نتيجة تفاقم ظاهرة الهجرة الداخلية والخارجية.

أثار عمر أعنان النائب البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعمالة وجدة أنكاد، في سؤال كتابي موجه لوزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات
معاناة شباب جهة الشرق من البطالة المزمنة وغياب فرص الأنشطة المدرة للدخل، خاصة بالمناطق الحدودية.
وأكد أعنان أن جهة الشرق، وخاصة المناطق الحدودية، تشهد وضعاً اجتماعياً واقتصادياً بالغ الخطورة، يتمثل في ارتفاع معدل البطالة في صفوف الشباب إلى أكثر من 19%، أي ما يفوق المعدل الوطني بكثير، وغياب فرص الشغل وضعف الاستثمارات والأنشطة الاقتصادية المدرة للدخل.

كما أبرز أن جهة الشرق تعرف تدهوراً حاداً في القدرة الشرائية وارتفاعاً في مؤشرات الفقر والهشاشة، وفقاً لبيانات المندوبية السامية للتخطيط.
وفي معرض سؤاله أوضح أعنان، أن جهة الشرق تشهد نزيفاً بشرياً مقلقاً نتيجة تفاقم ظاهرة الهجرة الداخلية والخارجية، خاصة في صفوف الشباب، الذين يفرّون من واقع البطالة وغياب الآفاق وفرص الحياة الكريمة.

وقد أدى هذا الوضع إلى ما يُشبه الهجرة الجماعية الصامتة نحو مدن الداخل أو خارج الوطن، بحثاً عن الشغل أو الكرامة. ويُجسد هذا الواقع المؤلم التراجع الديموغرافي غير المسبوق الذي عرفته الجهة، إذ تُعد الجهة الوحيدة في المغرب التي سجلت انخفاضاً في عدد سكانها، من حوالي 2.3 مليون نسمة سنة 2014 إلى أقل من 2.25 مليون نسمة سنة 2022، وفقاً لنتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى.
ويُفاقم هذه الوضعية المقلقة الغياب شبه التام لمؤسسات تأطير الشباب ومحدودية البنيات الثقافية والرياضية والتنشيطية، مما يجعل هذه الفئة عرضة للفراغ، واليأس، والانحراف، أو الهجرة السرية في ظل انسداد الأفق.
وتساءل أعنان عن التدابير المستعجلة التي تعتزم وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، اتخاذها لمعالجة البطالة والهشاشة في صفوف شباب جهة الشرق، خاصة بالمناطق الحدودية، عن البرامج القطاعية لدعم الأنشطة المدرة للدخل، وتقوية البنيات التأطيرية والثقافية الموجهة للشباب.

وجدة 7