نجحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا في رعاية اتفاق سلام طال انتظاره بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، واضعة حدًا لنزاع دموي دام ثلاثين عامًا وأسفر عن آلاف الضحايا. الاتفاق الذي وُقّع برعاية أمريكية ينص على انسحاب القوات الرواندية من شرق الكونغو خلال 90 يومًا، ويؤسس لتعاون اقتصادي بين الجانبين، في وقت تحاول فيه واشنطن ترسيخ نفوذها في واحدة من أغنى مناطق العالم بالمعادن.
هذا النجاح، وفق محللين، لا يُفهم بمعزل عن تطلعات ترامب نحو جائزة نوبل للسلام، ولا عن استراتيجيته لتصفية بؤر التوتر القديمة، وهو ما يفسر استحضار ملف الصحراء المغربية بقوة داخل البيت الأبيض مجددًا.
المستشار الأمريكي مسعد بولس، مهندس الاتفاق بين كينشاسا وكيغالي، لم يُخفِ أن واشنطن عازمة على تكرار السيناريو في شمال إفريقيا، مُلمحًا إلى زيارة مرتقبة لكل من الرباط والجزائر، ضمن جهود أمريكية لإحياء الحل السياسي لقضية الصحراء.
وأكد بولس أن موقف الولايات المتحدة من الملف لا لبس فيه، مجددًا الاعتراف الكامل بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية، ومشيرًا إلى أن إدارة ترامب، سواء سابقًا أو حاليًا، ترى أن النزاع طال أكثر من اللازم، ويجب حله بشكل نهائي.
وبينما شدد بولس على ضرورة تحسين العلاقات بين الرباط والجزائر لما فيه مصلحة شعوب المنطقة، رجّحت مصادر دبلوماسية أن تعمل واشنطن، خلال الأشهر المقبلة، على دعوة البلدين لتوقيع اتفاق سلام شامل، يُنهي الأزمة ويقود إلى حل جذري، قد يشمل حلّ تنظيم “البوليساريو” على غرار ما تم مع الجماعات المسلحة في شرق إفريقيا.
وجدة 7