جدد المغرب تأكيد مكانته كأحد أكثر الدول استقرارًا وأمنًا، وذلك بتصدره قائمة الدول غير المتأثرة بالإرهاب، وفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي لعام 2025، الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام العالمي.
و سجلت المملكة درجة صفر على المؤشر، لتظل الدولة الوحيدة في منطقة شمال إفريقيا التي تتمتع بهذا المستوى من الأمان رغم التهديدات المتزايدة التي تواجه المنطقة، كما أظهر التقرير تزايدًا في تصنيف المغرب على المستوى العالمي، حيث ارتقى بست درجات مقارنة بالعام الماضي ليحتل المرتبة 100 عالميًا، ما يعكس نجاح نهجه الأمني الاستباقي والشامل في مواجهة التحديات الإرهابية.
هذا النجاح في التصدي للتهديدات الإرهابية لم يقتصر على الإجراءات الأمنية فقط، بل شمل أيضًا تبني سياسات وقائية، تعزيز التعاون الدولي، إضافة إلى برامج لمكافحة التطرف وإعادة إدماج الأفراد في المجتمع، ويبرز هذا النهج فاعليته في تحصين المجتمع المغربي ضد أي محاولات لتقويض استقراره.
و في مقابل هذا الإنجاز المغربي، لا تزال بعض الدول المجاورة تواجه تهديدات إرهابية متزايدة. فقد تراجعت مصر إلى المرتبة 29 عالميًا، حيث تشهد بعض المناطق مثل سيناء عمليات إرهابية متفرقة، رغم الجهود الأمنية المكثفة، كما جاءت الجزائر في المرتبة 42، مع استمرار التحديات الأمنية في مناطق الجنوب والحدود مع دول الساحل، فيما كانت تونس وليبيا في مراتب متأخرة، مما يعكس استمرارية التهديدات في هذه الدول.
على الصعيد العالمي، أشار تقرير مؤشر الإرهاب إلى أن الإرهاب ما زال يشكل تحديًا كبيرًا في مناطق عدة، خاصة في منطقة الساحل الإفريقي التي سجلت أكبر نسبة من الوفيات الناتجة عن العمليات الإرهابية، حيث تصدرت بوركينا فاسو قائمة الدول الأكثر تضررًا.
ومن جهة أخرى، يستمر المغرب في تنفيذ سياسة أمنية صارمة، فقد أعلن في نوفمبر 2024 عن تفكيك أكثر من 200 خلية إرهابية منذ عام 2002، مع ملاحظة أن هذا العام وحده شهد تفكيك 9 خلايا واعتقال 33 شخصًا في مختلف المدن المغربية. هذه الجهود تشمل أيضًا متابعة الأنشطة المشبوهة داخل البلاد، حيث تم إحالة 32 شخصًا إلى القضاء هذا العام للاشتباه في تورطهم في قضايا إرهاب، في الوقت الذي تم تفكيك خلايا أخرى عبر جهاز “البسيج” و”الديستي”.
وبالإضافة إلى التهديدات الخارجية التي يواجهها المغرب من التنظيمات المتطرفة، يتزايد خطر تجنيد العناصر المحلية لتنفيذ هجمات داخل المملكة، وذلك في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في بعض دول الجوار، هذا التهديد يتجسد في زيادة نشاط جماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يتطلع إلى توسيع نفوذه في المنطقة، مستهدفًا المغرب كجزء من استراتيجيته التوسعية.
ورغم هذه التحديات، يواصل المغرب تعزيز أجهزته الأمنية من خلال آليات متطورة وتعاون دولي موسع في مجال مكافحة الإرهاب، ويؤكد المسؤولون الأمنيون أن المملكة لن تتوانى في مواجهة أي تهديدات قد تستهدف أمنها الداخلي، وهو ما يعكس إصرارًا مستمرًا على الحفاظ على الاستقرار والأمن في ظل الأوضاع المضطربة في المنطقة.
في الختام، يظل المغرب نموذجًا في المنطقة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، ويثبت مرة أخرى أنه نقطة استقرار في محيط إقليمي يعاني من تهديدات متعددة، ورغم التحديات المتزايدة، تواصل المملكة تعزيز قوتها الأمنية لتظل واحة للسلام في منطقة الساحل والصحراء.
فاس نيوز