بلا قناع: نائب عمدة وجدة عمر بوكابوس ورقة نارية في معادلة وجدة السياسية: النائب الذي يصعب تجاوزه.
في زمن تتداخل فيه الحسابات الانتخابية وتتبدّل فيه التحالفات على رقعة السياسة المحلية، يبرز إسم نائب عمدة وجدة السيد عمر بوكابوس كـ”ورقة انتخابية نارية” يصعب القفز فوقها أو تجاهل تأثيرها. رجل لا تُقاس قوته فقط بعدد الأصوات، بل بحجم الأنصار ، ونوع العلاقة التي نسجها مع الميدان، ومع شريحة واسعة من الأوفياء الذين جربوا مواقفه و وقفاته، وعرفوا جيداً أنه ليس من طينة المزايدين ولا من قماشة الانتهازيين.
النائب الذي لا يحب الأضواء و لا يبتسم كثيراً أمام العدسات، يعرف متى يصمت، ومتى يلوّح بالفيتو في وجه خصومه، ومتى يرفع يده في لحظة “جمع الشمل” وتقوية جناح سياسي ما، فيتحوّل إلى رقم صعب في معادلة حزبية لا تعترف إلا بالفاعلين الحقيقيين.
هو العملة الانتخابية النادرة التي قد تربح معها الكثير إن تعاطفت، أو تخسر أمامها إن ناكفت أو تآمرت. فصوته ليس صدى لغيره، بل هو قرار، ونظرته لا تُستدرَك بسهولة، بل هي مسار محكم لا يُكشف إلا في توقيت محسوب. البعض يرى فيه صمام أمان، والآخرون يرونه مشاكساً لا ينام، لكنه في كل الأحوال ليس لاعبًا عادياً… بل مركز ثقل سياسي تُبنى حوله استراتيجيات وتُفصّل له سيناريوهات.
في وجه الأزمة، يُتقن فن التهدئة… وفي لحظة الغضب، يعرف كيف يضرب تحت الحزام، فيترك الخصم يتساءل: هل هو سياسي مسالم أم خصم بوجهين؟
هو في الحقيقة شخصية سياسية ذات حدين:
عناد عقلاني ومرونة مشروطة، يجمع بين “السلم السياسي” و”المجابهة الذكية”، بين البداهة الميدانية والمجاملة الظرفية، بين التغطية الهادئة والهجوم المشروع.
فمن أراد بناء حفرة له قد يجد نفسه أول الساقطين فيها، ومن حاول تطويقه قد يتيه في متاهة علاقاته وتشعباته وقدرته العجيبة على الظهور مجددًا في موضع القرار، بأقل خسارة، وأكثر تأثيرًا.
إنه ببساطة “اللغز” السياسي في وجدة، الذي ينجح في تطويع التناقضات، ويفرض حضوره حتى في غيابه. شخصية قادرة على أن تكون سلاحًا انتخابيًا فتاكًا، أو وسيلة تهدئة في لحظة التأزم، دون أن تفقد بوصلة الانتماء أو تخون ثقة القاعدة التي صنعت منه ما هو عليه اليوم.
وهكذا، وبين دينامية الحاضر وغموض الموقف، يظل هذا النائب ورقة الحسم في السياسة المحلية… لا يُستهان بها، ولا يُتوقع منها إلا المفاجآت.