شهد الطريق الرابط بين الرابوني تندوف حادثا يعكس واقع البوليساريو المتراجع يوم الاربعاء 05 مارس 2025 بعد اقامة ما تسمى ب “الشرطة العسكرية” التابعة للجبهة حاجزا أمنيا، إلا أن حافلة جزائرية رفضت الامتثال، ما أدى إلى مطاردة انتهت عند نقطة مراقبة جزائرية. هناك، بدلا من الدعم، واجه عناصر البوليساريو اشتباكا عنيفا مع القوات الامنية الجزائرية، في مؤشر واضح على انعدام وزنهم السياسي والعسكري حتى لدى داعميهم.
يكشف الحادث عن غياب أي سلطة فعلية للبوليساريو داخل المناطق التي تدعي السيطرة عليها. فقد واصل الركاب والسائق طريقهم دون اكتراث، وكأن هذه الميليشيات غير موجودة. غير أن الإحراج الأكبر تجسد عند النقطة الأمنية الجزائرية، حيث لم يجد عناصر البوليساريو سوى التجاهل والتعامل معهم كطرف هامشي لا يستحق الاعتراف.
الاشتباك، الذي وقع في هذا الأسبوع، يعكس تراجع الجزائر عن دعمها العلني للبوليساريو. فبدلا من اعتبارهم قوة حليفة، تعامل الجيش الجزائري معهم كمجموعة خارجة عن القانون، لا “كـشرطة عسكرية” لكيان يراد تسويقه كدولة.
ما جرى في تندوف ليس مجرد حادث معزول، بل مشهد رمزي لانهيار مشروع استمر لعقود. فحين تصبح البوليساريو في مواجهة مباشرة مع الجيش الجزائري نفسه، فإن الرسالة واضحة: الوهم ينهار، واللعبة انتهت.