دبدو بعيون أخبار الشرق.

قصد إجراء بحث تحقيقي صحفي نزيه شامل وكامل إرتأت جريدتنا الغراء معاينة حيثيات الخلاف الجاري بين مكونات مجلس جماعة دبدو ومعالجتها بهدف الدفع قدما بعجلة التنمية خدمة لقضايا المواطن بغاية الوضوح وتجلى الحقائق وباعتبار تجسيد روح الصحافة الهادفة تشجع من يجب تشجيعه وتشجب من يجب شجبه بكل جرأة ومصداقية مع الأخذ بعين الاعتبار آراء الشارع العام التي تقارب الواقع ليتسنى لصحيفتنا فضح جميع المراوغات والمواقف الانتهازية والتجاوزات التي تعمل على إفشال المشروع الملكي السامي في إرساء دولة الحق والقانون لمغرب ديموقراطي حداثي وإسدال الستار على مساوئ المسؤولين من منتخبين أو سلطويين على وجه سواء لمقاومة التعتيم المقصود حول الفاسدين والمفسدين والتستر على المنافقين الذين يحملون من الخزي والعار ويتبجعون بالتقية والمصلحة العامة التي لا تربطهم بها أي صلة و يقحمون أمور حقيرة هم شركاء فيها وتكبير صور زائفة لنيل أصوات المغلوب على أمرهم من ضعفاء العقول والذين تجدهم طرفا في المساءلة من طرف محاكم جرائم الأموال من مثل هؤولاء المنتخبين الذين يرقصون على أوتار المواطن البسيط ويستغلون سدج القوم لتحقيق مآرب شخصية وعينية. وإثر هذا السبق الصحفي الذي قامت به أخبار الشرق وقفت على الحقائق سواء أثناء انعقاد المجلس الجماعي أو عبر جولاتها بين أزقة دروب جماعة دبدو، حيث تأكد لها وبالملموس أن المواطن الدبدوبي بعيد كل البعد عن هذه الصراعات الحزبية السياسية الضيقة ما عدا القلة القليلة حيث أن الغالبية العظمي من المصرحين في ميكروفون الجريدة أكدوا لنا أن المجلس لا يزال يقوم بأدواره أعضاءا ورئيسا ولازالوا يؤمنون بما حققه الرئيس الحالي ويثمنون مجهوداته المبذولة كما أن أعضاء المجلس أغلبية ومعارضة ورغم الخلافات الجزئية إلا أنهم يؤكدون على أن الرئيس يبذل قصارى جهده لتحقيق التنمية المستدامة بجماعة دبدو حيث أن من بين المشاريع المبرمجة أو المنجزة أو التي هي في طور الإنجاز من إسهام شركاء ومتدخلين وعلى رأسهم السيد عامل عمالة إقليم تاوريرت بتعاون مع مجلس جهة الشرق الذي وقع جملة من اتفاقيات شراكة مع مجلس جماعة دبدو و مجلس جماعة دبدو برئاسة السيد توفيق قدوري الذي استطاع استقطاب مشاريع في إطار هذه الشراكة مع السيد عامل الإقليم تناهز 20 مليار و800 مليون سنتيم كما أنه من بين المشاريع التنموية المنجزة على صعيد الجماعة نجد دار الثقافة المحدثة بتقنيات عالية تضاهي كبريات المدن بشراكة مع الجمعية اليهودية لدبدو برئاسة السيد میمون مارسیانو حيث تم تخصيص جناح خاص عبارة عن متحف لعرض المنتوجات اليهودية، كما تم تشييد قاعة السينما بمركز دار الثقافة التي تعتبر سابقة من نوعها في المنطقة. و أن من بين المشاريع الاجتماعية بالجماعة والتي هي في طور الإنجاز نجد مركز إيواء ذوي الإحتياجات الخاصة وكذا مركز دار الشباب ومنتجع ومخيم سياحي “تافرنت” الذي تعمل الجماعة على إخراجه ضمن ممتلكات الجماعة . كما أننا باستقصائنا لأخبار الجماعة، علمنا أن هناك مشاريع أخرى في الطريق حيث يعتزم رجل الأعمال الفرنسي اليهودي الأصل الحاخام “بو حصيرة” بمعية الجمعية اليهودية لدبدو تشييد طريق معبد وسط جماعة دبدو وتشييد قنطرة بمدخل الجماعة، وكذا تشييد مستشفيات في كل من جماعة دبدو وبركان وتازة. وأمام هذا السخاء النادر ما أحوجنا لمنتخبين كبار من أهل العلم وأصحاب الثقافات العالية ممن يرفعون مستوى معيشة المواطن المغلوب على أمره للإسهام في بناء صرح المغرب العظيم مجردين من كل عصبية وقبلية ومرجعيات حزبية مفعمة بالثغرات والتبجيحات الفارغة اذ يشرفنا رؤية من وضعنا على عاتقهم مسؤولية التسيير الجماعي وغيره التفاعل ما دبجته أقلامنا السخية وتجاوز الشنآن وأساليب القذف والتشهير والوقوف وقفة رجل واحد رأفة ببني جلدتهم من الساكنة الصامتة المستغربة لما آلت إليه ضمائر المنتخبين (بفتح الخاء) ومجالسهم التي هي من شكلت المعضلة والطامة العظمى التي زادت الوضع تأزما وتكريسا. فالدين الاسلامي مؤسس على أسس ثابتة من العلم والأدب والثقافة والدعوة إلى الخير وتحمل المسؤولية، فللأسف تجد المنتخبين يميلون إلى المهاترات السياسية وإثارة الشقاق ويتسلون بالمشاكل والخوض فيها وبإدامة الأزمات بل أدمنوا عليها منتحلين صفة التقاة والمتحدثين باسم الشعب الذي “فاق وعاق” ولم يقبل أي نوع من الاستقراد والاستحمار والذي يعلم علم اليقين أن المنتخب لم ولن يكون حل للمشكلة بل بات منتجا للمشاكل وبالجملة وتدمير هذا وذاك واختلاق الصراعات لتحريف الأنظار عن تجاوزاته وجرائمه والتي أصبحت تشغل الرأي العام الذي يتابع ما يجري بمحاكم جرائم الأموال وهل من مزيد والذي أصبح الإختلاس وتبديد المال العام وتدمير آمال المواطن وإعلان الحروب والعنف الذي بات نوعا من الإدمان لديهم و أصبح كوكايين حياتهم وهيروين معيشتهم ونموذج للشعبوية و خطاب السياسيين المنهزمين شعبيا والتي تسوق نفسها على أنها دون غيرها من بقية الجماهير، تملك النزاهة والحنكة والخبرة والدراية في معرفة دهاليز السياسة ويتم تسويق ذلك في خطاب سياسي مشحون بالعبارات الحساسة لتحريك المشاعر ونيل عطف المواطنين ضد الآخر الشريك وتخوينه في اغفال تام على أن المسؤولية مشتركة كما يمكن لهذه الجهة المتناقضة حتى مع نفسها أن تجلس على طاولة واحدة عندما يحين موعد تقاسم المناصب والحصص.

وأخيرا يعترف الجميع بما قدمته هذه التجربة من رئيس وأغلبية حققت طفرة نوعية على مستوى فك العزلة عن مدينة دبدو واستئناف مشاريع التأهيل الحضري واستقطاب مشاريع تنمية قيد الإنجاز تفرض على جميع منتخبي جماعة دبدو رئيسا وأغلبية ومعارضة وضع اليد في اليد وتكثيف الجهود بعيدا عن التكتلات الضيقة واستغلال الثقة والإحترام المتبادل بينهم علما أن الجميع يذكر الآخر بالخير واليمن رغم وجود بعض حالات المدافع السياسي الذي نتمنى أن يبقى إيجابيا.

بقلم الأستاذ مصطفى الراجي مدير جريدة أخبار الشرق و رئيس الفيدرالية المغربية للصحافة و النشر.