القصف الصوتي عبر الحدود: سلاح جديد من كوريا الشمالية يثير القلق

أخبار الشرق / بلال شكلال

القصف الصوتي عبر الحدود هو أسلوب جديد تستخدمه كوريا الشمالية لإزعاج السكان الذين يعيشون قرب الحدود مع كوريا الجنوبية. تقوم كوريا الشمالية بإطلاق أصوات عالية ومزعجة، مثل الصرخات أو الضجيج المستمر، باستخدام مكبرات صوت قوية موجهة نحو المناطق الحدودية في كوريا الجنوبية.

الهدف من هذا الأسلوب هو التأثير نفسيًا على السكان، مما يجعلهم يشعرون بالإرهاق والتوتر بسبب فقدان النوم والراحة. هذا النوع من القصف لا يسبب أضرارًا مادية لكنه يسبب ضغطًا نفسيًا وصحيًا كبيرًا، خاصة للأطفال والعائلات.

يُنظر إلى هذا السلاح على أنه محاولة من كوريا الشمالية لزيادة التوتر بين البلدين دون اللجوء إلى الأسلحة التقليدية.

منذ يوليو 2024، تواجه جزيرة “جانغهوا” الحدودية في كوريا الجنوبية موجات من الأصوات المزعجة والمخيفة بشكل يومي، والتي يُعتقد أنها جزء من حملة جديدة تقودها كوريا الشمالية المسلحة نوويًا. الهدف من هذه الحملة، وفقًا لتقارير، هو زرع اليأس بين سكان الجزيرة.

سكان المنطقة، الذين كانوا يستمتعون سابقًا بهدوء الطبيعة وصوت الحشرات والطيور، وجدوا أنفسهم محاصرين بأصوات صاخبة ومزعجة. أحد السكان وصف الوضع قائلًا: “نحن معتادون على الحياة الهادئة، ولكن الآن أصبحنا مضطرين لتحمل هذا الضجيج الذي يحجب كل شيء آخر. إنه أمر مرهق للغاية.”

هذه الحملة الصوتية لم تؤثر فقط على راحة السكان، بل تسببت أيضًا في مشكلات صحية. الأطفال، على سبيل المثال، يعانون من الأرق وظهور أمراض مثل التهاب الفم نتيجة قلة النوم. أحد الآباء عبر عن معاناته قائلًا: “أطفالي لا يستطيعون النوم جيدًا، مما يجعلهم يشعرون بالإرهاق في المدرسة وحتى في الحافلات التي تنقلهم.”

السكان المحليون طالبوا حكومة سيول بالتحرك لحمايتهم من هذا الضغط النفسي المستمر. إحدى العبارات اللافتة التي قالها أحدهم: “أتمنى أن يأتي أي شخص هنا ليجرب العيش مع هذا الصوت لمدة عشرة أيام فقط. أراهن أنه لن يستطيع التحمل حتى ليوم واحد.”

سلاح نفسي جديد

يُعتقد أن كوريا الشمالية تعتمد هذه التكتيكات لزعزعة استقرار السكان في المناطق الحدودية، وهو تطور يُضاف إلى قائمة التوترات المستمرة بين الكوريتين.

مع استمرار هذه الحملة، يبقى السؤال: كيف ستواجه حكومة كوريا الجنوبية هذا التحدي الجديد لضمان سلامة وراحة مواطنيها؟