“سويهلة” بنكهة “الغاز” و“المازوط” تغضب المستهلكين المغاربة.

طعم غريب وغير مألوف في بعض أصناف “السويهلة” المعروضة في الأسواق المغربية، يثير موجة استياء واسعة في صفوف المستهلكين، الذين وصف بعضهم نكهة الفاكهة الصيفية الشهيرة بأنها “أقرب إلى مذاق المازوط أو الغاز”، ما أعاد النقاش حول جودة المنتجات الفلاحية الموجهة للسوق الداخلي، ومدى التزام الجهات المعنية بضمان سلامتها وجودتها.

شكاوى المواطنين تكررت بخصوص شمام “لا طعم له”، أو بطعم “كيميائي نفاذ”، يختلف كليا عن ما عرف به هذا النوع من الفواكه سابقا. وقال أحد المستهلكين “اشترينا السويهلة بنية التبريد، فإذا بنا تذوقنا طعم الكازوال!”.

وترجع بعض المصادر الفلاحية هذا الطعم الشاذ إلى الاستعمال المكثف للأسمدة الكيماوية والمبيدات، بالإضافة إلى قطف الثمار قبل بلوغها مرحلة النضج الطبيعي، أو تخزينها في ظروف حرارية غير مناسبة تؤدي إلى تخمّرها الجزئي. وتؤكد مصادر مطلعة أن اللجوء المتزايد إلى أصناف هجينة مستوردة ذات مردودية عالية لكن بجودة متوسطة، ساهم أيضاً في تراجع النكهة الأصلية التي كانت تميز الشمام المغربي.

وبينما تخضع الفواكه المعدة للتصدير نحو أوروبا والخليج لمراقبة صارمة تشمل قياس نسبة السكر ومخلفات المبيدات، يُطرح سؤال حول ما إذا كانت نفس المعايير تطبق على ما يُوجَّه للسوق الوطنية، خاصة في ظل غياب أي تقارير رسمية من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) حول جودة الشمام الموجه للاستهلاك الداخلي.

وتتهم جمعيات لحماية المستهلك وزارة الفلاحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية بالتقاعس في مراقبة الجودة داخل الأسواق المغربية، والتركيز فقط على المنتجات الموجهة للتصدير، في وقت يبقى فيه المستهلك المغربي عرضة لمنتجات “بنكهات مشبوهة” دون رقابة حقيقية أو إشراف مخبري دقيق.

وفي ظل غياب أي توضيح رسمي من الجهات المعنية، يطالب المستهلكون بتشديد المراقبة على المنتجات الفلاحية الموجهة للاستهلاك المحلي، وفرض فحوصات دورية على عينات الشمام والبطيخ المعروض في الأسواق، حفاظاً على السلامة الصحية للمواطن، وصوناً لحقه في فاكهة سليمة بطعم طبيعي، لا بطعم وقود.

وجدة 7