عاجل بوجدة: تحية تقدير وإكبار لرجال الأمن البواسل لحرفيتهم وخبرتهم وسرعة أدائهم…

تحية تقدير وإكبار لرجال الأمن البواسل لحرفيتهم وخبرتهم وسرعة أدائكم وفكهم لغز الحادثة المميتة التي راحت ضحيتها المرحومة والدة عميد الشرطة بالدائرة 12.

أخبار الشرق

على خلفية واقعة حادثة سير متبوعة بجنحة الفرار، والتي أدت إلى وفاة سيدة تُدعى قيد حياتها “حسنية الشريفة”، والتي كانت ضحية لحادث سير على مستوى الطريق المزدوج بالقرب من مؤسسة تعليمية، بين ثانوية ولي العهد و ثانوية محمد السادس في اتجاه حي سيدي يحيى، وذلك بداية شهر أبريل الجاري.

الضحية تم نقلها عبر سيارة إسعاف إلى المجمع الصحي الجامعي حيث لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بإصابات متفاوتة الخطورة على مستوى جسدها حوالي الساعة التاسعة ليلاً. وقد تبيّن لاحقًا أنها والدة عميد شرطة ممتاز يشتغل بالدائرة 12 بحي لازاري بوجدة .

ومنذ وقوع الحادث، ولمدة 15 يومًا، باشرت عناصر الفرقة المتنقلة للدراجين التابعة لمنطقة أمن وجدة بحثًا دقيقًا تحت إشراف العميد المركزي، حيث تمت تعبئة الفرق الأمنية للقيام بعمليات تمشيط بمختلف الشوارع والأزقة، خصوصًا شارع مكّور، كما تم الاستعانة بكاميرات المراقبة المثبتة على واجهات المباني ومحلات البقالة إلى جانب جمع معلومات من حراس الأمن الخاص المداومين ليل نهار.

و رغم صعوبة استخراج تفاصيل واضحة من إحدى الصور التي أظهرت دراجة نارية ثلاثية العجلات من نوع “دوكر” زرقاء حديثة بدون لوحة ترقيم، فقد تم تكثيف التحريات اعتمادًا على ملامح السائق الظاهرة في الفيديو وبعض المعلومات الواردة من المتحريين حيث تبين أن سائق الدراجة يسكن بالشريط الحدودي وتحديدًا بدوار بوعرفة التابع لمركز الدرك الملكي ولا يتردد على مدينة وجدة باستمرار، بل يحل أحيانا بالسوق الأسبوعي سيدي يحيى. ورغم شح المعطيات المحدودة، وبفضل تكثيف البحث ليلًا ونهارًا، تم تحديد هويته بدقة من طرف فرقة الدراجين بأمن مدينة وجدة .

وقد تأكد من نفس المصادر أنه لا يتوفر على الوثائق اللازمة الخاصة بالدراجة كما أنه سبق أن تم توقيفه بتاريخ 27 مارس 2025 لنفس السبب و بناءً على كل هذا و بفضل التنقلات المكوكية لرجال الأمن ، تم الحصول على هويته وصورته، ليُعدّ له كمين أمني محكم أسفر عن توقيفه عند دخوله إلى مدينة وجدة على مستوى طريق غابة سيدي معافة.

و عند مواجهته بالمنسوب إليه ، اعترف ضمنيًا بارتكاب الحادث ولاذ بالفرار. وقد أظهرت المعاينة الأولية للدراجة النارية وجود خدوش وآثار اصطدام على مستوى السبائك الحديدية للدراجة الثلاثية العجلات (تريبورتور) و تم إشعار القيادة الجهوية والمديرية العامة للأمن الوطني كما تم إشعار النيابة العامة المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة وإحالة المعني بالأمر على مصلحة حوادث السير الأولى رفقة الدراجة النارية والمحضر المنجز.

في النهاية، دخلت الشرطة القضائية على الخط لاستكمال مسطرة جنحة الفرار.

حيث لقيت القضية استحسانا من طرف ساكنة الألفية عامة و حي لازاري خاصة و كذا عائلة العميد الممتاز و جيرانه و أقربائه ، ومن جميع رؤساء المصالح الأمنية و على رأسها السيد والي الأمن المحترم بجهة الشرق نظراً للوقت القياسي الذي تم فيه إيقاف المعني بالأمر، وكذلك التعرف على هويته.

فالشكر موصول لجميع مكونات الأمن الوطني لوطنيتهم و ملكيتهم الخالصة و تضحياتهم الجسام من أجل راحة و سكينة رعايا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده الراعي الأول لأمن و أمان و استقرار هذا البلد الأمين.

و على إثر هذا المصاب الجلل، يتقدم طاقم جريدة أخبار الشرق بأحر التعازي والمواساة إلى السيد العميد و جميع أفراد عائلته و إلى كافة الأسرة الأمنية جمعاء ، طالبين من الله عز و جل أن يلهمهم جميعا الصبر و السلوان . لله ما أخذ ولله ما أعطى وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ذ. مصطفى الراجي مدير جريدة أخبار الشرق و رئيس الفيدرالية المغربية للصحافة و النشر.