أصدرت المحكمة الابتدائية بمدينة بنسليمان حكمها في قضية “الخادمة كنزة”، التي شغلت الرأي العام بسبب مزاعم تعرضها للتعذيب من قبل مشغلتها وزوجها في منطقة المنصورية. وقد أدانت المحكمة الزوجين بأحكام حبسية تراوحت بين سنتين وثلاث سنوات.
في تفاصيل الأحكام، حكمت المحكمة على المشغلة بثلاث سنوات من الحبس النافذ بعد إدانتها بتهم انتحال صفة والضرب والجرح. في المقابل، أدين زوجها بالسجن لمدة سنتين، مع تبرئته من تهمة انتحال صفة. وعلى صعيد التعويض المدني، تم تغريم الزوجة 9 ملايين سنتيم، بينما فُرض على الزوج دفع غرامة قدرها 6 ملايين سنتيم.
معاناة كنزة وتداعيات القضية
بحسب دفاع الضحية، الخادمة كنزة، التي تنحدر من نواحي سطات، فقد تعرضت لاعتداءات جسدية ونفسية قاسية أثناء عملها لدى الزوجين. وأكد الدفاع أن موكلته لا تزال تعاني من آثار تلك التجاوزات، حيث أصيبت بكسور وجروح مختلفة نتيجة التعذيب الذي تعرضت له، وهو ما أيده تقرير الخبرة الطبية الذي خضعت له كنزة.
من جانبه، أشار المحامي النعيمي اليزيدي إلى أن الخادمة عانت من احتجاز قسري وتعذيب جسدي ونفسي مستمر، ما أدى إلى إصابتها بجروح عميقة وكسور تتطلب تدخلات طبية مستمرة. كما خضعت لعملية جراحية استغرقت ثلاث ساعات لعلاج يدها اليمنى.
النيابة العامة تطالب بأقصى العقوبات
أثناء مرافعتها، طالبت النيابة العامة بإنزال أقسى العقوبات على الزوجين المتهمين، مشيرة إلى أن هذه القضية لاقت اهتمامًا واسعًا من الجمعيات الحقوقية والمتابعة الإعلامية، خاصة لما تحتويه من تفاصيل عنف مروع. وأعرب ممثل الحق العام عن استغرابه من المعاملة القاسية التي تعرضت لها كنزة داخل المنزل، مستندًا إلى شهادات وشهادات طبية تؤكد تدهور حالتها الجسدية والنفسية.
وفقًا لرواية الشهود، وخاصة حارس المنزل، فإن المعاملة السيئة التي تعرضت لها الضحية كانت تصل إلى حد عدم قدرتها على التحكم في برازها بسبب التعذيب المستمر. من جهتها، قدمت كنزة شهادتها أمام المحكمة، مؤكدة أن الزوج كان يعنفها باستخدام أدوات متنوعة مثل قنينة الخمر ومدلك الخبز، في حين كانت الزوجة تمارس العنف الجسدي واللفظي ضدها.
دفاع الزوجين ونتائج التقارير الطبية
على الجانب الآخر، حاول الزوجان خلال التحقيقات والمحاكمة نفي التهم الموجهة إليهما، مشيرين إلى أن كنزة كانت تعاني من اضطرابات نفسية دفعتها إلى إيذاء نفسها. إلا أن التقارير الطبية أثبتت خلاف ذلك، مؤكدة وجود إصابات واضحة على جسد الضحية، ما دعم روايتها أمام المحكمة.
متابعة / بلال شكلال
قضية “الخادمة كنزة” تعكس حجم المعاناة التي يمكن أن تتعرض لها فئة من العمالة المنزلية في المغرب، وتسلط الضوء على أهمية حماية حقوقهم وضمان عدم تعرضهم للتعذيب أو الاستغلال.
بلال شكلال – le48info