شهد شاطئ السعيدية، وتحديداً بمنطقة كركاس، يوم الأحد الموافق 18 ماي 2025، فاجعة أليمة هزت قلوب المغاربة، حيث ابتلع البحر شابين في مقتبل العمر، تاركاً وراءهما حسرة عميقة وأسئلة ملحة حول ضرورة تكثيف حملات التوعية بمخاطر البحر.
كان الشابان، أحدهما يبلغ من العمر 32 عاماً وينحدر من مدينة وجدة وكان يستعد لدخول القفص الذهبي في شهر يوليوز القادم، والآخر شاب في الرابعة والعشرين من عمره من مدينة ميسور، يمرحان ويستمتعان بزرقة شاطئ السعيدية. لم يكونا يعلمان أن تياراً بحرياً غادراً كان يتربص بهما، ليخطفهما بعيداً عن الشاطئ في لحظات معدودة.
تلقى فريق الإنقاذ نداء الاستغاثة على الفور، وسارع الأبطال إلى موقع الحادث، باذلين قصارى جهدهم لانتشال الشابين من براثن البحر الهائج. ورغم شجاعتهم وتفانيهم، إلا أن قدر الله كان أسبق. فارق أحد الشابين الحياة في عين المكان، بينما لفظ الآخر أنفاسه الأخيرة وهو في طريقه إلى المستشفى، ليلتحقا بدار البقاء ويتركا خلفهما عائلتين مفجوعتين ووطناً حزيناً.
وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم أسرة التحرير بأحر التعازي وصادق المواساة لأسرتي الفقيدين، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدهما بواسع رحمته ويسكنهما فسيح جناته، وأن يلهم ذويهما جميل الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

إن هذه الفاجعة الأليمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ما لم تتضافر الجهود لوقاية أرواح المواطنين. ومع قرب موسم الاصطياف الذي يشهد إقبالاً كبيراً على الشواطئ المغربية، نتوجه بنداء عاجل ومستعجل إلى الجهات المعنية، وفي مقدمتها السلطات المحلية، وزارة التجهيز والماء، والجمعيات الفاعلة في مجال السلامة البحرية.
نرجو منكم مضاعفة الجهود في مجال التوعية والتحسيس بمخاطر البحر بكل أشكاله. يجب أن تكون هناك حملات توعية مكثفة، لا سيما في المناطق الشاطئية، تركز على:
- التيارات البحرية الخطيرة: كيفية التعرف عليها والتعامل معها.
- علامات التحذير: أهمية الالتزام بالتعليمات واللافتات التحذيرية.
- أهمية فرق الإنقاذ: ضرورة التعاون مع رجال الإنقاذ واتباع إرشاداتهم.
- المناطق الخطرة: تحديد المناطق غير الآمنة للسباحة ومنع الاقتراب منها.
إن أرواح شبابنا غالية، والوقاية خير من العلاج. لنجعل من هذه الفاجعة دافعاً قوياً للعمل بجدية أكبر لضمان سلامة المصطافين، حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي التي تخيم بظلالها الحزينة على أفراح الصيف. ليكن شعارنا هذا الموسم: “وعي أكبر، أمان أكبر”.
الدروة 24/ متابعة عزيز كروج.