قالت السيدة نرجس العمرتي، مديرة وكالة الحوض المائي لملوية، إن حوض ملوية يعيش جفافا هيكليا نتيجة توالي ست (6) سنوات من الجفاف خلالها عرف الحوض انخفاضا ملموسا في مستوى التساقطات المطرية وكذا ارتفاع في درجات الحرارة.
وأضافت مديرة الوكالة خلال تدخلها اليوم في اللقاء الجهوي التشاوي الذي انعقد اليوم الخميس 12 دجنبر الجاري، بمركب المعرفة بمدينة وجدة حول “الجهوية المتقدمة بين تحديات اليوم والغد”، وذلك تحضيرا للنسخة الثانية للمناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة، المزمع عقدها يومي 20 و21 دجنبر الجاري. (أضافت) أنه بفضل التساقطات المطرية الأخيرة ارتفع المخزون المائي بجهة الشرق بما يعادل 396 مم 3 وهو ما يمثل 83 في المئة من المخزون المائي مقارنة ب 42 في المئة السنة الماضية في نفس الفترة. وأكدت السيدة نرجس أن هذا المخزون سيمكن من ضمان التزويد بالماء الصالح للشرب بالمدن والمراكز التي تتزود من المياه السطحية مع تخصيص حصص مائية للسقي بتنسيق مع اللجنة الجهوية للماء.
ولفتت مديرة وكالة الحوض المائي لملوية إلى أن هذه الأرقام لا تعني “أننا تجاوزنا فترة الإجهاد المائي، بل وجب مواصلة تدبير الماء بطريقة عقلانية من أجل ضمانه للأجيال المستقبلية”. وتابعت بالقول:”بفضل التوجيهات الملكية السامية حظي قطاع الماء باهتمام خاص من طرف السلطات العمومية لأهمية دوره في جميع القطاعات الاجتماعية والاقتصادية. وأشارت السيدة نرجس إلى أن عدة برامج يتم تنزيلها بجهة الشرق، من بينها البرنامج الهيكلي والاستعجالي لجهة الشرق. وأيضا البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020 2027 والتي تترجم اليوم عبر أوراش مفتوحة.
وفيما يخص ضمان استدامة الموارد المائية بالجهة الشرقية، ذكرت المسؤولة عن الحوض المائي لملوية أنه تمت المصادقة على المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية 2020-2050، كما يتم حاليا تحيين المخطط الوطني للماء تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، وكذا توصيات النموذج التنموي الجديد ومخططات الأحواض المائية.وفي هذا السياق، تقدمت مديرة الوكالة المائية بتوصيات تتعلق بالمحور الرابع، واقترحت على المدى البعيد والمتوسط لمواجهة الاجهاد المائي، ما يلي”
– تنمية العرض المائي عبر الرفع من وتيرة انجاز السدود الكبرى والمتوسطة من أجل تعبئة موارد مائية تقليدية إضافية والحفاظ على البنيات التحتية المائية الموجودة. تجدر الإشارة أنه يتم حاليا إنجاز “سد تاركا أومادي” بإقليم جرسيف سعته المرتقبة تصل ل 287 مليون م3، وكذا “سد بني عزيمان” بإقليم الدريوش بسعة 40 مليون م3، كما يتم إنجاز أشغال تعلية سد محمد الخامس لرفع سعته من 162 مليون م3 حاليا إلى 980 مليون م3. إضافة الى مواصلة برنامج الاثقاب المائية مع الحرص على احترام العدالة المجالية.أما فيما يخص المياه الغير الاعتيادية، فيجري التسريع بتعبئة حجم إضافي قدره 300 مليون متر مكعب من الموارد المائية غير التقليدية عبر إنجاز محطة تحلية مياه البحر على سواحل إقليم الناظور، حيث ستمكن من تقوية التزويد بالماء الشروب، وكذا مياه سقي مدارات السقي الكبير ببركان والناظور، زيادة عن مشاريع تحلية المياه الجوفية الأجاجة التي تم الشروع في إنجازها في معظم أقاليم الجهة.
ودعت المديرة نرجس تعميم مشاريع إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة في محطات التصفية من أجل سقي المساحات الخضراء والأراضي الفلاحية، التي تنجز في إطار اتفاقيات شراكة. وأفادت المتحدثة إلى أن هناك أربعة اتفاقيات في طور التحضير والمناقشة، ويتعلق الأمر بمحطات وجدة والناظور وبني انصار وتاوريرت والسعيدية. كما تقوم الوكالة حاليا بإنجاز دراسات إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة بكل من بوعرفة وفجيج.وللاشارة فهناك اتفاقية شراكة هي الأول من نوعها ما بين القطاع الخاص والقطاع العام بإقليم بركان، إذ طالبت المديرة إلى تعميمها من أجل إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة في المجال الفلاحي، وكذا سقي المساحات الخضراء لمدينة بركان سيدي سليمان شراعة وزكزل. وفيما يخص التدبير المحكم للطلب على الماء وتثمينه، قالت: “وجب تحسين مردودية شبكات توزيع مياه الشرب برفعها إلى 80٪ بحلول 2027 و85٪ بحلول عام 2040 ؛ كما وجب مواصلة المجهودات لتحويل نمط الري المدارات الفلاحية إلى الري الموضعي لبلوغ نسبة 70٪ بحلول سنة 2050، مما سيمكن من اقصاد أحجام مهمة من المياه سنويا زيادة على ذلك، تقليص معدل توحل السدود بنسبة 20 ٪ بحلول سنة 2050، عبر إنجاز مشاريع بشراكة مع الوكالة الوطنية للمياه و الغابات”.وفي إطار التدبير المستدام لموارد المياه، ومن أجل الحفاض على المياه الجوفية كمورد مائي استراتيجي، طالبت بتعميم عقدات الفرشات المائية، بناء على ما تقوم الوكالة من تحضير عقد التدبير التشاركي بتنسيق مع مختلف القطاعات ومستعملي المياه.
وفي هذا الصدد تقول السيدة نرجس:” حاليا لدينا عقدة التدبير التشاركي لفرشة طريفة بإقليم بركان والتي تمت المصادقة عليها من طرف المجلس الإداري للوكالة، وكذا عقدة فرشة عين بني مطهر بإقليم جرادة في طور المناقشة مع مختلف الشركاء.وفي الشق المتعلق بحماية الموارد المائية و المحافظة على المجال الطبيعي، يجب مواصلة المجهودات لتحسين جودة المياه عبر تقليل التلوث بأكثر من 70 ٪ قبل سنة 2050. كما وجب تعزيز وتقوية عمل شرطة المياه بتنسيق مع جميع المصالح المختصة من أجل حماية الملك العمومي المائي”.
تغطية 20 دقيقة/م. مشيور