من الإقليمي إلى الوطنيي ..وجدة تستقبل نخبة لاعبي الشطرنج الشباب في مهرجان تربوي وثقافي.

تستعد مدينة وجدة لاحتضان فعاليات المهرجان الوطني للاعبي الشطرنج الشباب خلال الفترة الممتدة من 25 إلى 27 أبريل 2025، وهو الموعد الذي سيتوج مسارًا تنافسيًا انطلق على المستويين الإقليمي والجهوي، ضمن برنامج وطني طموح تشرف عليه وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب، وتضطلع بتنظيم محطته النهائية المديرية الجهوية لقطاع الشباب بجهة الشرق. يمثل هذا المهرجان أكثر من مجرد تظاهرة رياضية أو مسابقة فكرية، بل هو حدث تربوي وثقافي شامل يعكس رؤية استراتيجية تستهدف إعادة الاعتبار لدور مؤسسات دور الشباب باعتبارها فضاءات حية للتكوين، والتحفيز، وبناء الشخصية. وتندرج هذه المبادرة ضمن مقاربة جديدة تسعى إلى الارتقاء بالعمل الشبابي عبر تنظيم مهرجانات قطاعية موضوعاتية، تمكّن من إبراز طاقات الشباب في مجالات تتجاوز النماذج التقليدية للنشاط الثقافي، وتنفتح على ميادين الذكاء والتخطيط، كما هو الحال مع رياضة الشطرنج. وسيحظى المهرجان بمشاركة واسعة لشابات وشباب من مختلف جهات المملكة، تأهلوا عبر محطات محلية وجهوية أبانوا خلالها عن كفاءات ذهنية ومهارات فكرية واعدة. وتتمثل القيمة المضافة لهذا المهرجان في الجمع بين التنافسية والبعد التربوي، حيث يشكل الشطرنج أداة فعالة لتنمية قدرات التحليل، وتعزيز روح التركيز، والتحكم في الانفعالات، واتخاذ القرار، وهي مؤهلات ترتبط ارتباطًا وثيقًا ببناء شخصية شابة مسؤولة وواعية. وتسعى المديرية الجهوية بجهة الشرق، من خلال احتضانها لهذه المحطة الوطنية، إلى تقديم نموذج تنظيمي متكامل يزاوج بين الدقة اللوجستيكية والبعد التربوي الثقافي، مع الحرص على توفير أجواء ملائمة للتنافس والإبداع. كما تراهن على جعل المهرجان فضاءً للتلاقي بين شباب مختلف المناطق، بما يكرّس قيم التعدد، والانفتاح، والمواطنة، ويعزز الروابط بين مكونات الجيل الصاعد على أسس معرفية وإنسانية. ويُنتظر أن يتضمن برنامج المهرجان الوطني، إلى جانب المباريات الرسمية، أنشطة موازية من قبيل ورشات في التفكير الاستراتيجي، وتنمية المهارات الذهنية، وعروض حول تاريخ الشطرنج وأبعاده التربوية، إلى جانب فقرات ثقافية وترفيهية تتيح للمشاركين التعبير عن ذواتهم في أجواء من التقدير والاحترام المتبادل. إن تنظيم هذا الحدث الوطني بمدينة وجدة لا يحمل فقط دلالة جغرافية، بل يترجم إرادة فعلية في تمكين الجهات من لعب أدوار مركزية في تنزيل السياسات العمومية الموجهة للشباب، وتعزيز التوزيع العادل للفرص والمبادرات، بما يجعل من جهة الشرق فاعلًا استراتيجيًا في ورش تنشيط الحياة الشبابية والفكرية على الصعيد الوطني. ويمثل المهرجان الوطني للاعبي الشطرنج الشباب بذلك حلقة من مشروع وطني أكبر، يهدف إلى تعزيز العدالة المجالية في العرض التربوي والثقافي، وابتكار صيغ جديدة للعمل مع الشباب، قوامها التمكين الذهني، والاعتراف بالكفاءة، وتثمين الجهد، في أفق بناء مجتمع أكثر توازنًا وعدالة، ينصت لصوت شبابه، ويحتضن تطلعاته المشروعة نحو التميز والاعتراف.

كاتب المقال *فهيم البياش مراسل الجريدة* – nasnews.press