وجدة ..الطريق المدارية تحصد الأرواح: متى نوقف نزيف “الشباب الطائش” في سيدي امعافة؟

مرة أخرى، تعود الطريق المدارية المحاذية لغابة سيدي امعافة لتحصد أرواح شبابنا. ففي صباح يوم الثلاثاء، الأول من يوليوز 2025، شهدت هذه النقطة المعهودة في حوادث السير، مأساة جديدة تجسدت في انقلاب سيارة خفيفة كانت تقل ثلاث شبان وفتاتين. السرعة المفرطة، ذلك الشبح الذي لا يزال يخيم على طرقاتنا، وعدم احترام إشارات المرور، كانا السبب المباشر وراء فقدان السائق السيطرة على المركبة، لتنحرف عن مسارها وتصطدم بجدار ضريح سيدي امعافة.
لم تكد عقارب الساعة تشير إلى بداية اليوم حتى وصل خبر الفاجعة إلى مسامع عناصر الإسعاف والأمن، الذين هرعوا إلى عين المكان. المشهد كان مؤلماً، فقد تم نقل شاب في حالة حرجة للغاية، ليوافيه الأجل المحتوم وهو في طريقه إلى المستشفى، فيما أصيب اثنان آخران بجروح خطيرة أدت إلى فقدانهما الوعي. أما الفتاتان، فنجتا بمعجزة وقدرة إلهية، بعدما كتب لهما عمر جديد.
هذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ما لم يتم اتخاذ إجراءات حازمة. إنها صرخة مدوية لنا جميعاً، سلطات ومجتمعاً، للتساؤل: إلى متى ستظل هذه الطريق، التي تُفترض أنها تسهل حركة السير، مسرحاً لمآسي متكررة تحصد أرواحاً في مقتبل العمر؟ متى نعي أن القيادة بتهور و”طيش” لا تؤدي إلا إلى النهايات المأساوية؟
لقد آن الأوان لإعادة النظر في معالجة هذه الظاهرة. فالأمر لا يقتصر فقط على تفعيل الدوريات الأمنية وتشديد المراقبة، بل يتجاوز ذلك إلى التوعية المستمرة وتغيير ثقافة القيادة لدى شبابنا. يجب أن نزرع فيهم حس المسؤولية تجاه أرواحهم وأرواح الآخرين. فكل روح تزهق على هذه الطريق هي خسارة لا تعوض للمجتمع بأسره.

فهيم البياش – بلا زواق