وجدة: المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية العونية تنتفض تضامناً مع الأستاذة هاجر واستنكاراً للعنف التربوي.

اهتزت مدينة وجدة ، يوم الاربعاء 16 أبريل على وقع وقفة تضامنية مؤثرة نظمها أساتذة المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية العونية بوجدة، وذلك تعبيراً عن استنكارهم الشديد للجريمة النكراء التي راحت ضحيتها الأستاذة الفاضلة هاجر بمدينة أرفود، إثر الاعتداء الآثم الذي تعرضت له من قبل أحد طلابها.

توشحت الوقفة، التي عرفت حضوراً لافتاً للعديد من الأساتذة والإداريين بعبارات الحزن العميق والغضب العارم تجاه هذا الفعل الشنيع الذي استهدف رمزاً من رموز العلم والمعرفة. وارتفعت الأصوات مطالبةً بتوفير الحماية اللازمة للأطر التربوية داخل المؤسسات التعليمية، وضمان بيئة آمنة ومحفزة للعطاء.

وقد تجسدت روح التضامن والوحدة بين الأساتذة في هذه اللحظة العصيبة، حيث عبروا عن صدمتهم وحزنهم العميق لفقدان زميلة عزيزة كانت مثالاً للتفاني والإخلاص في أداء رسالتها النبيلة. كما أكدوا على رفضهم القاطع لكافة أشكال العنف داخل المؤسسات التعليمية، وضرورة تضافر الجهود من أجل القضاء على هذه الظاهرة الدخيلة على قيمنا التربوية والإنسانية.

وفي هذا السياق، لا يسعنا إلا أن نشيد بالدور البارز للأستاذ القدير بو مالك بوشة، الذي كان له الفضل الكبير في الدعوة إلى هذه الوقفة التضامنية والحشد لها. لقد أبان الأستاذ بو مالك بوشة عن حس عالٍ بالمسؤولية وروح التآزر، وعكس حماسه الكبير مدى تلاحم الأسرة التعليمية بوجدة في مواجهة هذه الفاجعة الأليمة. إن مبادرته القيمة تعكس مدى الوعي بأهمية التعبير عن الرفض الجماعي لمثل هذه الأعمال الإجرامية، والدفاع عن كرامة وهيبة الأستاذ.

إن هذه الوقفة التضامنية ليست مجرد تعبير عن الحزن والغضب، بل هي أيضاً رسالة قوية إلى جميع الجهات المعنية بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لحماية الأسرة التعليمية، وتوفير بيئة تعليمية سليمة وآمنة للجميع. كما أنها دعوة إلى التفكير العميق في الأسباب الجذرية التي قد تؤدي إلى مثل هذه الممارسات العنيفة، والعمل على معالجتها بشكل شامل ومستدام.

رحم الله الأستاذة هاجر وأسكنها فسيح جناته، وألهم أهلها وذويها الصبر والسلوان. وتبقى وقفة أساتذة وجدة شاهداً على تضامنهم ووحدتهم في وجه الظلم والعنف، وتأكيداً على مكانة الأستاذ ودوره المحوري في بناء مجتمعنا.

عزيز كروج مراسل الدروة 24/ وجدة .