وداعا 20 فبراير…أسامة لخليفي إلى دار البقاء.

بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج، خطف الموت يوم الجمعة 31 يناير 2025  بالمستشفى الجامعي بفاس، أسامة الخليفي، أحد مؤسسي حركة 20 فبراير.

ففي رسالة وداع يوم فاتح يناير 2025 أرثى الخليفي نفسه في تدوينة مؤثرة، بحائطه  الفايسبوكي قائلا: “سيأتي يوم يحتضنني قبري، ويصمت قلبي، ويختفي صوتي، وتزول ابتسامتي، وربما رحيلي قريب”…  مسترسلا: “سامحوني، وادعوا لي بقلب صادق”.

ففي حوار سابق لــ أسامة الخليفي، الناشط الحقوقي بحركة 20 فبراير، نشرته جريدة “الأسبوع” قيد حياته، متحدثا لها: “…إن خروج حركة 20 فبراير للتظاهر يوم عيد العرش بمثابة انتحار لها، موضحا، “…إن حركة 20 فبراير، ليست حركة انتحارية، وأن هناك بعض التنظيمات التي تحاول تصريف مواقف معينة من خلال تواجدها داخل هذه الحركة”…

مؤكدا الراحل الخليفي، لجريدة “الأسبوع” “…إن خروج الحركة يوم عيد العرش للتظاهر فيه تشويه للحركة نفسها التي لها بعد إصلاحي وليس بعد ثوري”…

مردفا: “…سقف الحركة معروف وهو الملكية البرلمانية، ومن كانت له حسابات مع النظام فليصفيها، بعيدا عن 20 فبراير، وإن كان للبعض مواقف جمهورية فينبغي أن يعلنها بعيدا عن حركة 20 فبراير”. ..

وحول الانتقادات التي كانت توجه للراحل  أسامة لخليفي من داخل الحركة، أوضح في تصريحه للجريدة نفسها، “…هذا كلام بعض الراديكاليين داخل الحركة، ويقصد النهج الديمقراطي، والعدل والإحسان، الذين حاولا السيطرة على الحركة وتغيير أهدافها…” على حد قول الراحل أسامة لخليفي…

ففي 20 فبراير 2011، انطلقت أولى تظاهرات الحراك الشعبي، في خضم “الربيع العربي”، وقادها شباب “حركة 20 فبراير” التي طالبت بإصلاحات سياسية واقتصادية؛ لعب فيها أسامة الخليفي دوراً مهماً، قيد حياته،  في تنظيم وتأطير فعاليات حركة 20 فبراير، وكان له حضور بارز في مختلف الأنشطة التي نظمتها قبل أن يستقطبه حزب الأصالة والمعاصرة إلى صفوفه، ويصبح عضوا بمجلسه الوطني.

وفي يوليو 2011، تم تبني دستور جديد يوسّع صلاحيات رئيس الحكومة والبرلمان، مع الحفاظ على سلطات واسعة للملك في تحديد الخيارات الكبرى للملكة المغربية.

وعن وفاة أسامة الخليفي كتب قائلا الفنان محمد الشوبي بصفحته: “…أسامة الخليفي في ذمة الله، كان شابا طموحا، اختلفنا حول الأهداف بعد ظهور حركة 20 فبراير، للأسف الشديد تم استغلاله شر استغلال من طرف المتاجرين بقضايا الوطن الذين تعودوا على استعمال الشباب حطبا للمحرقة من أجل نيل المكاسب والامتيازات ومساومة الدولة”.

وعن وفاة رفيق نجوى كوكوس، رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة  كتبت على سطح صفحتها “…لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله و إنا إليه راجعون، خبر حزين هو وفاتك أيها الرفيق بعد طول العناء… رحمك الله وأسكنك فسيح جناته ورزق أهلك و الأصدقاء الصبر و السلوان”.

تغمده الله الراحل أسامة لخليفي بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وعوضه عن شبابه جنة الفردوس.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

المصطفى العياش – le0.ma