✍️ / بلال شكلال
وجدة – عقدت وكالة الحوض المائي لملوية، اليوم الجمعة بوجدة، اجتماع مجلس إدارتها لسنة 2024، برئاسة الكاتب العام لوزارة التجهيز والماء، عبد الفتاح صاحبي، لمناقشة تحديات الموارد المائية في ظل التغيرات المناخية، واستعراض المشاريع المائية الهيكلية قيد الإنجاز.

مشاريع لتعزيز الأمن المائي
شهد الاجتماع، الذي حضره والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة – أنجاد، والكتاب العامون للأقاليم التابعة للجهة، وعدد من البرلمانيين والمسؤولين، عرضًا مفصلًا عن المشاريع المائية الكبرى التي تهدف إلى تعزيز القدرة التخزينية للسدود وتحسين التزويد بالمياه الصالحة للشرب وري الأراضي الزراعية.
وفي هذا السياق، أكد السيد عبد الفتاح صاحبي أن المغرب يواصل التزامه بتنفيذ حلول فعالة لمواجهة التحديات المائية، تنفيذًا للتوجيهات الملكية السامية، مشيرًا إلى أن سنة 2023 شهدت تقدمًا في إنجاز عدد من المشاريع الهامة، من بينها:
- تعلية سد محمد الخامس (إقليمي تاوريرت والناظور) لرفع سعته إلى حوالي مليار متر مكعب، بنسبة تقدم بلغت 56٪.
- إنجاز سد تاركا أو مادي (إقليم جرسيف) بسعة 287 مليون متر مكعب، بنسبة تقدم 66.6٪.
- سد بني عزيمان (إقليم الدريوش) بسعة 44 مليون متر مكعب، بنسبة تقدم 66.2٪.
وستمكن هذه المشاريع من رفع القدرة التخزينية لسدود حوض ملوية من 794.72 مليون متر مكعب إلى نحو 2 مليار متر مكعب، أي بزيادة 1.3 مليار متر مكعب.
إجراءات استعجالية لمواجهة الإجهاد المائي
بالتوازي مع المشاريع الهيكلية، تم اتخاذ إجراءات مستعجلة للحد من تداعيات الجفاف المستمر، الذي أثر بشكل كبير على الموارد المائية بالمنطقة. من بين هذه التدابير:
- فصل قنوات مياه الشرب عن قنوات الري بسافلة سد مشرع حمادي، وإصلاح قنوات الربط المائي بين سد محمد الخامس ومدينتي وجدة وتاوريرت، مما أسهم في توفير أكثر من مليون متر مكعب من المياه.
- إنجاز أثقاب استكشافية واستغلالية وتوفير وحدات متنقلة لتحلية المياه الجوفية.
- تركيب مضخات عائمة بسد مشرع حمادي لتعزيز تعبئة الموارد المائية.
التحديات المناخية وتأثيرها على الموارد المائية
أكد الكاتب العام أن حوض ملوية شهد سبع سنوات متتالية من الجفاف، مما تسبب في تراجع خطير في الموارد المائية. وخلال السنة الهيدرولوجية 2023-2024، سجل الحوض عجزًا في التساقطات المطرية بلغ 46.9٪ مقارنة بالمعدل السنوي، مما انعكس سلبًا على واردات السدود ومستويات الفرشة المائية.
لكن بفضل التساقطات المطرية خلال شهري سبتمبر 2024 ومارس 2025، والتي بلغت 114.6 ملم، تحسن المخزون المائي في السدود ليصل إلى 329 مليون متر مكعب بحلول 24 مارس 2025، أي بنسبة ملء بلغت 41.37٪ مقارنة بـ 24.48٪ في نفس الفترة من السنة الماضية.
مشاريع مستقبلية لتعزيز الموارد المائية
إلى جانب المشاريع الجارية، كشف الاجتماع عن خطط مستقبلية لدعم الموارد المائية، منها:
- إطلاق أشغال سد كنفودة بإقليم جرادة.
- برمجة محطة لتحلية المياه في الناظور بسعة 300 مليون متر مكعب.
- إنجاز 29 سدًا صغيرًا في مناطق مختلفة لتعزيز تخزين المياه.
- إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي المساحات الخضراء في مدن الجهة الشرقية.

تم خلال الاجتماع المصادقة على عدة اتفاقيات تخص مجالات الحماية من الفيضانات، وتهيئة الأودية، والتزويد بالمياه الصالحة للشرب، وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة. كما تم توقيع اتفاقية شراكة مع المديرية العامة للأرصاد الجوية لتعزيز رصد الأحوال المناخية.

اختُتم الاجتماع برفع برقية ولاء وإخلاص إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تأكيدًا على التزام الحكومة والجهات المعنية بالعمل المستمر لضمان الأمن المائي لمواطني جهة الشرق، ومواصلة تنفيذ مشاريع استراتيجية لتحسين إدارة الموارد المائية.